خديجة العروسي
شهد دوار بومحراشة الواقع بمنطقة العزوزية في مراكش، مساء اليوم، مسيرة احتجاجية حاشدة نظمها العشرات من السكان المتضررين من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، و”الصمت المطبق” لما تُعرف بـ”الشركة المتعددة الاختصاصات” المفوَّض لها تدبير القطاع بالمنطقة.
ورفع المحتجون شعارات تندد بـ”الإهمال المقصود”، معتبرين أن استمرار هذه الانقطاعات، خاصة في فترات الذروة والحر الشديد، أضحى يشكل عبئًا يوميًا على الأسر، التي تجد نفسها محرومة من أبسط شروط العيش الكريم، ومهددة بتلف الأجهزة الكهربائية والمؤن الغذائية، خصوصًا مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك.
وقال أحد المشاركين في المسيرة في تصريح للموقع:
“لقد تعبنا من التهميش وغياب التواصل. راسلنا الشركة مرات عديدة، ورفعنا شكايات، ولكن لا حياة لمن تنادي. لا نطلب سوى حقنا في خدمة مستمرة وعادلة كباقي المواطنين”.
وتقاطع هذه الاحتجاجات مع موجة استياء واسعة تعمّ عددا من الدواوير والمناطق الهامشية بمراكش، حيث يشكو المواطنون من هشاشة البنية التحتية الكهربائية، وضعف الصيانة، وغياب فرق تدخل فعالة، في ظل غياب تواصل حقيقي من طرف الشركات المفوض لها.
وبحسب مصادر من عين المكان، فقد سبق لسكان الدوار أن راسلوا الجهات المعنية، بما في ذلك مصالح السلطة المحلية وشركة التدبير المفوض، دون أن يتلقوا أي رد رسمي أو برنامج زمني واضح لإصلاح الوضع، وهو ما أجج حالة الغضب في أوساط الساكنة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وحاجة الأسر الماسة إلى التبريد والتخزين.
كما طالب المحتجون والي جهة مراكش آسفي، بالتدخل الفوري لوضع حد لما أسموه بـ”الاستهتار واللامبالاة”، داعين إلى فتح تحقيق في طريقة تعامل الشركة المعنية مع الشكايات، ومدى احترامها لدفتر التحملات المفروض قانونًا.
وتجدر الإشارة إلى أن دوار بومحراشة، كما العديد من الأحياء الواقعة على الهامش الحضري لمراكش، يعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية، في وقت تواصل فيه السلطات الترويج لمراكش كوجهة سياحية دولية، وهو ما يطرح تساؤلات حقيقية حول العدالة المجالية وحق الساكنة في الولوج المتكافئ للبنيات التحتية والخدمات العمومية.