نورالدين بازين
في الوقت الذي تعيش فيه جماعة سيدي رحال على وقع اختلالات تنموية مزمنة ومطالب اجتماعية متزايدة، حل عامل إقليم قلعة السراغنة، سمير اليزيدي، مؤخرا، بمقر الجماعة في زيارة وصفت بـ”التنسيقية”، جمعت ممثلي السلطة بأعضاء المجلس الجماعي وعلى رأسهم البرلماني عبد الرحيم واعمرو.
اللقاء الذي جاء في سياق ما سُمِّي بـ”استراتيجية الانفتاح”، بدا أقرب إلى جلسة وُزّعت فيها الابتسامات والوعود أكثر من كونه محطة حقيقية لتصحيح المسار. العامل، كعادته، تحدث عن “سعادته” بزيارة المدينة وعن “أهميتها الروحية”، مجدداً خطابه المألوف حول جعل سيدي رحال “وجهة وطنية روحية وسياحية”. لكن في المقابل، لم يُقدَّم أي جدول زمني، أو تعهد عملي واضح بشأن المشاريع التي تنتظرها الساكنة منذ سنوات.
أما المجلس الجماعي، فقد بدا في موقف المتلقي أكثر منه فاعلاً، باستثناء تدخل النائب البرلماني واعمرو، الذي حاول تذكير الجميع بأن هناك مشاريع معلقة، وشباباً عاطلاً، ومواطنين يعانون من عطش يومي، في منطقة لا تزال تبحث عن قطرة ماء وسط خطابات البذخ التنموي.
مطالب واعمرو بتفعيل المشاريع المتوقفة وتحريك عجلة الاقتصاد، رغم واقعيتها، لم تجد ما يكفي من الالتزام الصريح من جانب ممثل السلطة الإقليمية. في المقابل، اختُتم اللقاء بتأكيد “النية الحسنة” للعمالة في التفاعل مع الملفات، وكأن سيدي رحال تحتاج إلى نوايا جديدة، لا إلى مشاريع جاهزة للتنفيذ.
في ظل هذا المشهد، يحق لساكنة سيدي رحال أن تطرح السؤال المؤجل: متى يتحول الخطاب الرسمي إلى قرارات ميدانية؟ ومتى تخرج المدينة من وضع الانتظار المزمن إلى واقع الإنجاز الفعلي؟ فالأكيد أن التنمية لا تقوم على النوايا، بل على الجرأة في اتخاذ القرار والوضوح في المحاسبة.