نورالدين بازين
تشهد جماعة تسلطانت التابعة لعمالة مراكش بوادر أزمة سياسية داخل مجلسها الجماعي، بعد مضي أزيد من شهرين فقط على انتخاب عبد القادر لحباب، عن حزب الأصالة والمعاصرة، رئيسًا جديدًا للجماعة خلفًا لزينب شالا.
ورغم أن انتخاب لحباب جاء في إطار تحالف حزبي ضم فاعلين من أحزاب مختلفة أبرزهم الاستقلاليون، فإن المؤشرات القادمة من داخل الجماعة تنذر بتصدع هذا التحالف، في ظل صراع آخذ في التصاعد بين الرئيس وبعض نوابه، خاصة أولئك المحسوبين على حزب الاستقلال.
وأفادت مصادر من داخل الجماعة لموقع كلامكم، أن أسباب التوتر تعود بالأساس إلى ما اعتبره بعض الأعضاء “انفراد الرئيس بالخروج الإعلامي دون تنسيق”، حيث لم يُخفِ البعض انزعاجه من الترويج لزيارة مرتقبة لوزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان، فاطمة الزهراء المنصوري، إلى تراب الجماعة، دون استشارة باقي مكونات المكتب، مما زاد من منسوب الاحتقان داخل الأغلبية.
وأوضحت المصادر ذاتها أن نوابًا في المكتب الجماعي، خصوصًا من حزب الاستقلال، اعتبروا تلك الخرجة الإعلامية محاولة لتوظيف الزيارة المحتملة سياسيا، وهو ما اعتبروه تجاوزًا لروح الشراكة التي تم على أساسها تشكيل المكتب الجماعي.
كما زاد من حدة الوضع، غياب رئيس الجماعة عبد القادر لحباب عن أشغال لجنة تتبع دفتر التحملات الخاص بشركة النظافة، وهي من الملفات الحيوية التي تستأثر باهتمام الساكنة، ما طرح علامات استفهام حول غياب الرئيس بتتبع القضايا الأساسية المطروحة على طاولة المجلس.
كل هذه المؤشرات، بحسب المتتبعين، تنذر بدخول جماعة تسلطانت في مرحلة توتر سياسي قد تعصف بتماسك تحالفها الهش، في وقت تتطلع فيه الساكنة إلى تحقيق وعود الإصلاح والتأهيل التي رُفعت خلال الحملات الانتخابية.
ويبقى السؤال المطروح: هل سيُطوَى الخلاف داخل البيت الداخلي للتحالف أم أن الجماعة مقبلة على إعادة خلط الأوراق مجددًا؟