“مراكش المُلهِمة”… ردّ فاطمة الزهراء المنصوري على رسالة رملي: الواقع أقوى من الخطابات

“مراكش المُلهِمة”… ردّ فاطمة الزهراء المنصوري على رسالة رملي: الواقع أقوى من الخطابات

- ‎فيبلاحدود, في الواجهة
592
0
Fatima Ezzahra El Mansouri, ministre de l’Aménagement du territoire national, de l’Urbanisme, de l’Habitat et de la Politique de la ville.

هيئة التحرير

في ردّ يحمل نبرة محبة وغيرة حقيقية على مراكش، اختارت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة مجلس جماعة مراكش، أن تكتب رسالة مفتوحة جوابًا على ما جاء في رسالة نشرتها أخيرًا السيدة إيمان رملي، رئيسة الفيدرالية الوطنية لأرباب المطاعم السياحية، وصفت فيها المدينة بـ”المهملة”.

المنصوري، التي وقّعت رسالتها بصفتها “ابنة مراكش”، لم تذهب في ردّها نحو الصراع أو التجريح، بل انطلقت من دعوة واضحة إلى النزول للميدان، والاطلاع على منجزات ثلاث سنوات من العمل الجماعي بالأرقام والصور والمعطيات، التي قالت إنها متاحة ومتوفرة لكل من يرغب في التقييم النزيه.

في لهجة هادئة لكنها حازمة، دعت المنصوري صاحبة الرسالة الأولى إلى القيام بجولة في أحياء المدينة وشوارعها الرئيسية كعبد الكريم الخطابي، ومحمد الخامس، والشهداء، وطريق فاس، وملاحظة التطور في بنيتها التحتية، مرورًا بساحة جامع الفنا، وورش المسرح الملكي، وفضاء قطب المواطن، والمكتبات البلدية، والغابة الرياضية، ونزاهة مولاي الحسن، فضلاً عن النفقين الجديدين، والمواقف الحديثة للسيارات، وتحديث الأثاث الحضري.

وأشارت المنصوري إلى التحول البيئي الذي عرفته المدينة، خصوصًا على مستوى سقي المساحات الخضراء بالمياه المعالجة، وتطوير مراكز تعقيم الكلاب الشاردة، ومستوى النظافة الذي أصبح ينافس كبريات المدن.

ولم تفوّت رئيسة المجلس الجماعي الفرصة لتذكير كاتبة الرسالة بأن من يمثلون قطاع السياحة، من مطاعم وفنادق ومرشدين وبازارات، كانوا منخرطين إيجابيًا في الدينامية التي عرفتها مراكش، التي تصدّرت قوائم الوجهات العالمية والأفريقية في السنتين الماضيتين، وسجّلت رقمًا قياسيًا في عدد ليالي الإقامة خلال سنة 2024.

واعتبرت المنصوري أن من الظلم اختزال مدينة بحجم مراكش في خطاب تيئيسي، يتجاهل حجم التقدم والانجازات، ويغضّ الطرف عن تحولات ملموسة، خصوصًا بعد تداعيات الزلزال، حيث أبانت المدينة عن قدرة تنظيمية وتضامنية عالية.

وختمت رسالتها بالدعوة إلى تجاوز “الحسابات الانتخابوية”، والرجوع إلى روح المسؤولية الجماعية، مشيرة إلى أن أبواب المجلس مفتوحة لكل من يحمل ملاحظات أو أفكارًا بنّاءة.

مراكش ليست كاملة، تقول المنصوري، لكنها ليست أبدًا مدينة مهملة. مراكش مدينة تُلهم… وتنتظر من يحبها أن ينصفها.

رسالة فاطمة الزهراء المنصوري.

“مراكش المُلهِمة”
قرأت مؤخرا في الصحافة وعلى وسائل التواصل الاجتماعى رسالة مفتوحة تصف صاحبتها مراكش “بالمدينة المهملة” فأردت ان أجيبها من نفس الوسيلة التي اختارتها للتواصل

سيدتي المحترمة،
قرأت رسالتك المفتوحة، وكنت أفضّل، قبل نشرها، أن تقومي بجولة ميدانية حقيقية في مراكش،مدينتك ومدينتي ، إذا سمح وقتك بذلك طبعا، لتطلعي عن قرب على الحصيلة الواقعية لثلاث سنوات من العمل الجماعي، حصيلة منجزات موثقة بالأرقام وبالصور والمعطيات.

وبعيدا عن الحسابات السياسية كما أشرتِ، كنت أتمنى، سيدتي، أن تركبي سيارتك وتقومي بجولة في شارع عبد الكريم الخطابي، وشوارع كماسة والشهداء واليرموك، وشارع محمد الخامس، وشارعي أگدال والعدالة وطريق فاس؛ ثم تمرّي بـساحة جامع الفنا والمدينة القديمة، وتطلعي على المكتبة البلدية وورش المسرح الملكي وفضاء قطب المواطن ونزاهة مولاي الحسن والغابة الرياضية، وتتابعي المجهودات المبذولة لتهيئة الحي الصناعي وإحداث نفقين تحت أرضيين بسيدي غانم والمسيرة، وموقفين للسيارات من الطراز العالي بالحارثي وعرصة المعاش، ومشروع تجديد الأثاث الحضري وتأهيل حي جليز، وتهيئة شارعي مولاي عبد الله وعلال الفاسي.

كنت أتمنى أن تتوقفي، سيدتي، عند الفرق الكبير والإيجابي بين مراكش قبل صيف 2021 ومراكش الآن، خصوصاً في المساحات الخضراء التي تطور شكلها وتحسنت طريقة صيانتها، وأصبحت تسقى بالمياه العادمة المعالجة في إطار مشروع بيئي رائد ومسؤول.

كنت أرجو أيضا أن تزوري ملاعب القرب المنتشرة بمختلف أحياء المدينة، وأن تمرّي بـالمركّبات المتعددة الاختصاصات والمنتزهات الرياضية، والمسابح الصيفية والأخرى المغطاة المتواجدة بتراب المقاطعات الخمس، وأن تتوقفي عند حديقة تاركة، وتلاحظي أماكن خروج العائلات، وأن تخرجي مساء في شوارع مراكش، لترَي العدد الكبير من العائلات والاصدقاء والمجموعات التي تخرج في أمن وأمان، وفي جو بهيج وجميل، تهرب من حرارة الصيف، وتستمتع بفضاءات عمومية نظيفة ونقية.

كنت أرجو أن تتحدثي عن المشاريع البيئية:
• عن المدينة التي تتبنى ترشيد المياه، وتسقي حدائقها والمساحات الخضراء بجنبات شوارعها بمياه معالجة.
• عن مركز جديد وحديث لتعقيم الكلاب الضالة والشاردة.
• عن مستوى النظافة والجمالية الذي يُضاهي المدن الكبرى.
• عن المدينة التي تعاملت بسرعة وفعالية مع تداعيات الزلزال وآثاره.
– وعن تصاميم التهيئة ووثائق التعمير الرسمية والمصادق عليها التي أصبحت تتوفر عليها مدينة مراكش، وتأثير ذلك على دعم الاستثمار وجلب المقاولين وتحريك سوق الشغل، وما وازى ذلك من ارتفاع في عدد رخص البناء والتعمير وشفافية المساطر وتبسيط الإجراءات.

وأنتِ على رأس جمعية تمثل أصحاب المطاعم السياحية، كنت أتمنى أن تكون رسالتك رسالة دعم للسياحة، لأن الانعكاسات الإيجابية تعود أولاً على من تمثلينهم من أصحاب المطاعم، أو تتعاملين معهم من أصحاب الفنادق والبازارات والنقل والمرشدين السياحيين، والذين أشكرهم بالمناسبة على انخراطهم الايجابي في هذه الدينامية، وعموم ساكنة المدينة العاملين في قطاع السياحة والصناعة التقليدية وما أكثرهم.

كنت أرجو أن تكون رسالتك رسالة شكر للجهات الأمنية التي تضمن لكِ وللجميع التجول الليلي الآمن؛ وشكر للعاملين في الميدان على اختلاف مهامهم وتخصصاتهم من أجل توفير الخدمات والاحتياجات وتلبية مختلف الطلبات؛ وأيضا لشباب المدينة الذي يحتاج إلى رسائل أمل وتحفيز، لا رسائل تيئيس

سيدتي،
مراكش مدينة ملهمة ومبدعة، ولا يمكن لها أن تكون مهملة أبدا. نعم، هي ليست مدينة كاملة، لكن لا يمكن إنكار حجم التطور الذي عرفته في السنين الاخيرة، والحياد والموضوعية يفرضان الاعتراف بالإنجاز كما الإشارة للنقائص.

ولا يخفى على أحد اليوم المكانة البارزة والمتقدمة التي تحتلها مدينة مراكش، وجذبها لملايين السياح وملايين ليالي الإقامة عام 2024، محققة بذلك “رقمًا قياسيًا تاريخيًا”؛ ولو كانت مدينة مهملة كما تدعين لما استطاعت تحقيق هذه النتائج الجيدة، ولما تم تتويجها وتصنيفها في المراتب الأولى على قائمة الوجهات السياحية العالمية، وفي إفريقيا والشرق الأوسط لسنتي 2023 و2024.

وأدعوكِ كما أدعو كل من تهمه مصلحة هذه المدينة إلى الإطلاع على حصيلة العمل الجماعي، المنشورة والمتوفرة بالصور والأرقام، بكل شفافية.

وأخيرا، هذه دعوة لكل من له غيرة حقيقية على هذه المدينة، وكل من لديه ملاحظات أو انتقادات بناءة، ان يتصل بالمجلس الجماعي لمراكش، فأبوابه مفتوحة للتفاعل والإصغاء، وأخذ كل الآراء بعين الاعتبار، بعيدا عن التخوين أو التجريم الذي أشرتِ إليه.

مع كامل التقدير
فاطمة الزهراء المنصوري
ابنة مراكش (ليتنا نتقاسم حب هذه المدينة بعيدا عن الحسابات الانتخابوية)

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

فاجعة بأولاد يوسف بني ملال: محتج يحتجز عنصر وقاية ويُسقطه من خزان مياه قبل أن يُلقي بنفسه في مشهد صادم

هيئة التحرير أفادت السلطات المحلية بإقليم بني ملال