طارق أعراب
يعاني سكان عمارة ابن طفيل، المجاورة لمدرسة محمد عبدو بمدينة مراكش، من معاناة يومية بسبب الضجيج والفوضى التي يتسبب فيها أصحاب الدراجات النارية، الذين حولوا محيط العمارة إلى ساحة سباق واستعراض ليلي، فيما يشبه “حلبة مفتوحة” لخرق القانون.
فمع غروب الشمس، تبدأ معاناة الساكنة، حيث يتجمع شبان ومراهقون على متن دراجات نارية مزودة بعوادم معدلة، ويشرعون في التسابق واستعمال ما يعرف بـ”الكابراج” — حركات استعراضية خطيرة تصدر عنها أصوات صاخبة، ترتج لها نوافذ العمارة، وتوقظ الأطفال والمرضى.
“لا نستطيع النوم، ولا نشعر بالأمان” تقول السيدة نادية، إحدى القاطنات، وتضيف: “أصبح الليل مرادفًا للرعب والتوتر. كل يوم ننتظر متى تبدأ الجلبة، ومتى تنتهي، دون أن نجد من يصغي لمعاناتنا”.
ويشير السكان إلى أنهم تقدموا بعدة شكايات إلى الجهات المختصة، دون أن يلمسوا تغييرًا ملموسًا، ما خلق شعورًا بالإحباط والتهميش لدى الأسر التي تعاني في صمت.
وفي تصريح لأحد المتضررين، عبّر عن قلقه قائلاً: “نحن لا نطلب المستحيل، فقط نطالب بحقنا في الراحة والنوم. ما يجري أمام أعيننا كل ليلة هو فوضى حقيقية، وسلوك متهور يهدد السلم والأمن في الحي”.
ويطالب السكان بتدخل السلطات الأمنية والمنتخبة على وجه السرعة، من خلال تكثيف الدوريات الأمنية، وتركيب كاميرات مراقبة إن أمكن، ووضع حد لظاهرة “السباقات الليلية” التي تهدد جودة الحياة بالمنطقة، وتحول حياة المواطنين إلى جحيم.
فهل تتحرك الجهات المسؤولة قبل أن تقع حوادث مأساوية؟ أم أن صرخات السكان ستظل تُقابل بالصمت والتجاهل؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.
