رسالة مفتوحة : مراكش، المدينة المهملة: سكانها بين الغضب واليأس

رسالة مفتوحة : مراكش، المدينة المهملة: سكانها بين الغضب واليأس

- ‎فيرأي
730
0

بقلم: ايمان رملي

هذه الصرخة من القلب لا تحمل أي طابع سياسي. لقد ابتعدت عنها، لأن السياسة كما تُمارَس اليوم لا تهمّني إطلاقًا.

نحن نشهد، عاجزين، عملية مقايضة حقيقية لمدينتنا. لقد أصبحت مراكش أرضًا للمضاربات، منتجًا يُقسَّم ويُباع ويُستهلك… في حين أن أصحاب المشاريع المفيدة والصادقة يُواجهون بالتجاهل.

مراكش ضحية. ضحية لصورتها، ضحية لسمعتها. نسمع عن تحرير العقارات، عن المشاريع العملاقة، عن العوائد السريعة. لكن على أرض الواقع؟ لا شيء يتحقق. البنية التحتية على وشك الانهيار. الشوارع مدمرة، متّسخة، وأحيانًا خطيرة. لم نعد نستطيع التنقل فيها دون الخوف من السقوط في حفرة أو التعرّض لحادث.

وماذا عن العائلات؟ لا شيء مدروس. لا توجد مساحة لعب محترمة، ولا فضاء أخضر يستقبلهم بكرامة. في الماضي، كان الناس يأتون إلى مراكش للاسترخاء، للراحة، ولمنح أطفالهم نسمة من التغيير. أما اليوم، فأصبحوا يتجهون إلى الدار البيضاء أو الرباط أو طنجة بحثًا عن جودة حياة مفقودة هنا.

إنه الحزن. إنه العجز. إنه الغضب.

ولدي هذا الشعور الغريب بتكرار المشهد. كأنني أكتب هذه الرسالة كل سنة. وفي كل مرة، نفس التفاعل: إعجابات، مشاركات، تعليقات غاضبة… ثم لا شيء. صمت. نسيان. وتستمر الأوضاع في التدهور. وعندما نظن أننا وصلنا إلى القاع، نكتشف أن هناك ما هو أسوأ. أكثر فراغًا، أكثر ظلمًا.

وعندما نجرؤ على الكلام، يُطلب منا الصمت. “سترعبون السياح”، يقولون. وكأن حب المدينة أصبح جريمة. وكأن كشف الواقع خيانة.

الخوف أصبح هو السائد. الخوف من الانتقام، الخوف من التصنيفات، الخوف من أن نصبح مجرد أصوات مزعجة. لكن هل يجب أن نصمت بينما مدينتنا تنهار؟ هل نغض البصر بينما سكانها يفقدون الأمل؟ لا. كفى، لقد بلغ السيل الزُبى.

ليصل هذا النداء إلى أعلى دوائر القرار. ليتجاوز الكلمات المنمقة والزيارات البروتوكولية. تعالوا. تعالوا وشاهدوا مراكش. سيروا في شوارعها. تحدثوا مع أهلها. أنصتوا إليها. انظروا إليها: جميلة، مُرهقة، مُشوَّهة، منسيّة.

مراكش تستحق الأفضل. وأبناؤها يستحقون الأفضل.

ما نحتاجه ليس حملة تواصلية. ولا بيانًا صحفيًا. ولا اجتماعًا جديدًا بلا جدوى.

ما نحتاجه هو تعبئة حقيقية. صادقة. جماعية. شجاعة.
نحتاج إلى أفعال. إلى قرارات. إلى رؤية واضحة.

لكي تستعيد مراكش كرامتها، وجمالها، وجودة الحياة التي تستحقها.

مراكش لا تحتاج إلى البريق. مراكش تحتاج إلى الاحترام.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

فيديو. اعتداء خطير على رجل وقاية مدنية بضواحي بني ملال يثير موجة استنكار واسعة

خولة العدراوي و توفيق انخالي – بني ملال