خديجة العروسي / تصوير: ف. الطرومبتي
في قلب المدينة العتيقة لمراكش، وتحديدًا بدرب الكريسي غير بعيد عن جامع بن يوسف، تعيش أكثر من 15 أسرة حالة من الخوف والتوجس، بعدما تحولت أشغال بناء رياض جديد إلى كابوس يومي يقض مضجع الساكنة ويهدد سلامتهم الجسدية والمعنوية.
وحسب شهادات متطابقة، فإن المستثمر، الذي قيل إنه أجنبي، شرع منذ مدة في أشغال توسعة وبناء رياض وسط الحي السكني، وسط غياب لافت لأي مراقبة تقنية أو حضور فعلي للسلطات المختصة، ما جعل الساكنة تعاني من أضرار مباشرة، على رأسها تصدعات في جدران البيوت المجاورة، وانهيار بعض أجزاء السطح في أحد المنازل، ناهيك عن الضجيج والغبار وانسداد الممرات الضيقة التي تشكل شرايين حياة السكان.
إحدى المواطنات لم تخف ألمها، وصرخت أمام عدسة هاتف أحد الجيران: “أصبحنا مثل الحشرات أمام هؤلاء المستثمرين الأجانب.. أين هي كرامة المواطن؟ أين هي الحماية؟ نحن لا نطلب المستحيل، فقط العيش بأمان في منازل ورثناها عن آبائنا وأجدادنا.”
مصادر من الحي أكدت أن المستثمر حصل على رخصة بناء، لكن أشغال التهيئة تجاوزت المسموح به، خاصة من حيث العمق والحفر القريب من الأساسات القديمة، وهو ما قد يعرض المنازل المجاورة لخطر الانهيار. كما أن الشكايات التي تم توجيهها إلى الملحقة الإدارية والسلطات المحلية لم تلق بعد الاستجابة المطلوبة، ما يزيد من توتر الأوضاع.
الساكنة تطالب والي جهة مراكش آسفي بالتدخل العاجل لإيفاد لجنة تقنية مستقلة من الوكالة الحضرية ومهندسين مختصين للوقوف على حقيقة الوضع، ومساءلة كل من سهل أو تغاضى عن هذه الأشغال التي تهدد حياة المواطنين داخل أحياء تاريخية متميزة بطابعها العمراني الهش.
فهل تتحرك السلطات قبل فوات الأوان؟ أم أن أرواح المراكشيين ستظل دومًا على الهامش حين يتعلق الأمر بـ”استثمارات أجنبية” لا تحترم لا الإنسان ولا المكان؟