رشيد سرحان
نظّمت جمعية *مراكش العجلات الخضراء* نسختين متتاليتين من مبادرتها التضامنية لإصلاح الدراجات الهوائية، استفاد منها العشرات من الأطفال وأفراد الساكنة المحلية بمنطقة *تحناوت*، وذلك في سياق سعيها لتعزيز استعمال الدراجة كوسيلة تنقل يومية صديقة للبيئة، ووسيلة حياة للفئات المعوزة.
وانطلقت المبادرة في نسختها الأولى يوم **3 يونيو 2025**، تزامنًا مع **اليوم العالمي للدراجات**، حيث تم إصلاح **40 دراجة** بمجهود تطوعي شارك فيه **18 متطوعًا و3 ميكانيكيين** فقط. الإقبال الكبير والاستجابة الواسعة دفعت الجمعية إلى تنظيم نسخة ثانية بتاريخ **6 يوليوز الجاري**، تم خلالها إصلاح **أزيد من 50 دراجة**، بمساهمة **25 متطوعًا و8 ميكانيكيين**، ما يعكس تزايد الوعي المجتمعي بأهمية هذه المبادرة.
وبحسب المعطيات، فإن أغلب الأطفال في منطقة تحناوت يعتمدون على دراجاتهم الهوائية للتنقل إلى المدارس البعيدة، ما يجعلها أداة أساسية في حياتهم اليومية، لا مجرد وسيلة ترفيهية. وقد شكل هذا الواقع دافعًا قويًا لاستكمال إصلاح الدراجات التي لم تُدرج في النسخة الأولى لضيق الوقت.
ولم تقتصر الجهود على إصلاح العجلات الصدئة، بل حرصت الجمعية على خلق جوّ إنساني مرح، عبر توفير أنشطة ترفيهية موازية للأطفال المنتظرين، مما أضفى طابعًا احتفاليًا على الفعالية، وجسّد مزيجًا من الفرح والعطاء.
وفي رسالة مبطنة تحمل أبعادًا بيئية واجتماعية، تؤكد الجمعية من خلال هذه المبادرة على سعيها لتخفيف الأعباء المالية عن الأسر ذات الدخل المحدود، وتمكينها من الحفاظ على وسيلة التنقل الأساسية لأبنائها، إلى جانب الترويج لثقافة التنقل المستدام وحماية البيئة.
