توفيق انخالي/ بني ملال
تظل “شعالة”،وهي من الطقوس التي يداوم المغاربة على فعلها كل عاشوراء،من العادات المتخلفة التي وجب القطع معها خصوصا وانها تحولت من الطقس الفلكلوري الفرجوي الى تخريب الممتلكات الخاصة والعامة،فإضرام النار في اطارات السيارات وسط الشوارع والاحياء السكنية من طرف مراهقين واطفال يؤكد أن الأسرة تنازلت عن دورها المحوري في تربية الأبناء،بل وتخلت عن المراقبة والتهذيب وتركت الشارع يقوم بدورها في التنشئة والتلقين.
ان ما نشاهده اليوم من جحافل المراهقبن والاطفال وهم يلتئمون في جماعات قاصدين كل مكان لعلهم يظفرون باطار مطاطي،يضرمون فيه النار وسط الشارع فرحا وحبورا بعاشوراء، وهو طقس لا نعرف اصله التاريخي،اللهم ارتباطه بالسحر والشعودة لدى النساء،لمشهد يحز في نفوسنا ونحن نتطلع لمجتمع واعي يسعى افراده الى تطويره والقطع مع كل ما من شانه ان يعيق تقدمه،لكن وامام هذه التصرفات التي تغلف بغلاف الاحتفال،لا يسعنا الا ان نشك في مستقبل البلاد في ظل وجود اجيال صاعدة تعتقد ان تخريب الممتلكات باسم الاحتفال هو دليل على كينونتها داخل المجتمع.
ولا يسعنا الا ان نتحصر على الماضي القريب الذي كان الاطفال والنساء فيه، خصوصا في الدواوير يتحلقن حول دائرة من النار وهي تلتهم الاغصان والتبن والاطفال يقفزون فوق النار وزغاريد النساء تلهب المكان واصوات “الطعارج” و “الطارات”تخلق موسيقى تكسر الليل الطويل….