أولمبيك آسفي… ماذا بعد كأس العرش ؟

أولمبيك آسفي… ماذا بعد كأس العرش ؟

- ‎فيرياضة, في الواجهة
158
0

طارق واعراب

في زمن تتحول فيه الرياضة من مجرد نشاط ترفيهي إلى رافعة للتنمية والوعي الجماعي، يشكل الدعم الذي تلقاه فريق أولمبيك آسفي مؤخرًا محطة مهمة في مسار نادٍ عريق، ومدينة أنهكتها عقود من التهميش والإقصاء.

بعيدًا عن الأسماء والوجوه، تكشف هذه الالتفاتة عن وعي متزايد بأن الفرق الرياضية ليست فقط أدوات للفرجة أو الانتصارات الموسمية، بل هي مرآة تعكس واقع المدن التي تمثلها، وقاطرات يمكن أن تجر وراءها قطاعات بأكملها، من الاقتصاد إلى السياحة، ومن الثقافة إلى الشعور بالانتماء.

فالدعم الذي تدفّق من مؤسسات منتخبة، وأوساط اقتصادية ومدنية، لم يكن مجرد أرقام في الميزانيات، بل مؤشرًا على لحظة مفصلية تُطرح فيها أسئلة أكبر: لماذا لا تحظى مدينة آسفي بالبنيات التحتية اللائقة؟ ولماذا لا يتم استثمار هذا الزخم الرياضي في تنمية شاملة تعيد للمدينة مكانتها على الخارطة الوطنية؟

بلغ العجز المالي للفريق سقفًا مقلقًا، واحتاج إلى تدخلات متعددة لاحتوائه. لكن الأهم من هذه الاستجابة الآنية، هو ربط الدعم بالمحاسبة والشفافية. إنها بداية جديدة، تتطلب من القائمين على الفريق وعموم الفاعلين المحليين ترجمة هذه الثقة إلى نتائج ملموسة، وتدبير احترافي يقطع مع ممارسات الماضي.

في الوقت ذاته، لا يمكن إغفال الدور المحوري للجمهور، الذي شكل على الدوام رصيدًا رمزيًا وإنسانيًا لا يُقدّر بثمن. فالجماهير التي سافرت، وشجعت، وآمنت، هي الطرف الذي لا ينتظر مقابلًا، لكنها تستحق أن يُبنى على حماسها مشروع رياضي وتنموي يعيد لآسفي بعضًا مما سُلب منها.

المطلوب اليوم ليس فقط الحفاظ على الفريق في دائرة التنافس، بل تحويل هذا الوهج إلى إستراتيجية جماعية تقود إلى بناء بنية رياضية حقيقية، تدعم الفئات الصاعدة، وتخلق فرص شغل، وتفتح آفاقًا أمام الطاقات المحلية. فلا تنمية بدون رؤية، ولا رياضة بدون تخطيط.

لقد أثبتت تجربة أولمبيك آسفي أن الرياضة ليست ترفًا، بل أحد مفاتيح إعادة الاعتبار للمجالات المهمشة، وأداة فعالة لترميم العلاقة بين المواطن ومحيطه. وما تحقق حتى الآن، هو فقط البداية اذا توفرت العزيمة و الارادة .

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

تحذير مهني من تسويق مكملات عشبية خارج الصيدليات بالمغرب

حكيم شيبوب وجهت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب (CSPM)