طارق أعراب
عاشت مدينة آسفي، مساء الأحد و الاثنين، لحظات من الفرحة العارمة والاحتفالات الصاخبة، بعد تحقيق فريقها الأول، أولمبيك آسفي، لإنجاز تاريخي بتتويجه بلقب كأس العرش لموسم 2023-2024، لأول مرة في تاريخه، عقب فوزه المثير على نهضة بركان بضربات الترجيح (6-5) في نهائي مثير احتضنه المركب الرياضي بفاس.
ومباشرة بعد صافرة النهاية، امتلأت شوارع آسفي بالحشود التي خرجت عن بكرة أبيها للاحتفال بهذا التتويج غير المسبوق. وانتقلت مظاهر الفرح من المقاهي والساحات إلى كل أحياء المدينة، حيث صدحت الأبواق وارتفعت الأعلام وترددت الأناشيد والهتافات احتفالاً بـ”القرش المسفيوي”.
وفي مساء الاثنين، تواصلت الاحتفالات بشكل منظم، حيث كان من المقرر أن يجوب لاعبو أولمبيك آسفي عدداً من الشوارع الرئيسية للمدينة على متن الحافلة الخاصة بالفريق، ضمن جولة احتفالية مبرمجة للتقاسم اللحظة مع الجماهير. وقد توافدت أعداد هائلة من المواطنين منذ ساعات مبكرة إلى شوارع الحسن الثاني، مولاي يوسف، والطاجين، في انتظار مرور الحافلة.
لكن، ومع وصول الحافلة إلى مدخل المدينة، اصطدمت بحشود ضخمة اجتمعت على جنبات الطريق، ما تسبب في صعوبات تنظيمية حالت دون استكمال الجولة الاحتفالية كما خُطط لها، خصوصاً في ظل التأخر الحاصل، والتعب الذي كان بادياً على اللاعبين بعد المجهود الكبير في النهائي.
ورغم ذلك، لم يمنع ذلك ساكنة آسفي من الاحتفال بطريقتها الخاصة، حيث استمرت الأهازيج والرقصات الشعبية إلى ساعات متأخرة من الليل، في مشهد نادر لا تعيشه المدينة إلا في المناسبات الوطنية الكبرى.
أما عن المباراة النهائية، فقد كانت حماسية بكل المقاييس، حيث انتهت بالتعادل الإيجابي (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي، قبل أن تبتسم ركلات الترجيح لأولمبيك آسفي. وكان الحارس خالد الكبيري العلوي أحد أبرز نجوم اللقاء بتصديه الحاسم، فيما أضاع عبد الحق عسال ركلة حاسمة لصالح نهضة بركان، مهدياً الكأس لأولمبيك آسفي.
ويُعد هذا التتويج تتويجاً لمسار طويل من العمل والوفاء لجماهير ظلت مخلصة للنادي على مدى سنوات، وهو ما انعكس في أجواء الفرح العفوي التي غمرت آسفي، المدينة التي كانت ليلة الأحد على موعد مع المجد الكروي.
