شيشاوة – خديجة العروسي
نظّمت صباح اليوم الاثنين مجموعة من نساء دوار “شگيرين” التابع للجماعة القروية المزوضية بإقليم شيشاوة، وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة الإقليم، وذلك للمطالبة بربط مساكنهن بشبكة الماء الصالح للشرب، وسط أجواء من الغضب والتذمر.
الوقفة، التي انطلقت صباحًا، شهدت مشاركة ما يقارب عشرين امرأة، رفعن شعارات تدعو إلى تمكينهن من حقهن في الاستفادة من الماء، في ظل معاناة يومية يواجهنها لجلبه من مسافات بعيدة، خصوصًا في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة بالمنطقة.
وخلال هذه الوقفة، أقدمت إحدى النساء المحتجات على محاكاة الإغماء، ما استدعى تدخل عناصر الوقاية المدنية، التي قامت بنقلها إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد السادس بشيشاوة، على متن سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية.
“حنا ما بغيناش لا دار ولا دوار، بغينا غير شوية دالماء نوصلوه بحال عباد الله”، تقول فاطمة.ن، إحدى المشاركات في الوقفة، مضيفة: “الدولة كتهضر على التنمية القروية، لكن حنا في هاد الدوار مازال كنسافرو بالكيلات والبراميل باش نجيبو الما من بعيد، راه ماشي معقول”.
وتؤكد فاطمة، وهي أم لأربعة أطفال، أن الوضع بات لا يُحتمل، خصوصًا في فصل الصيف، حيث ترتفع حاجيات الأسر للماء، مشيرة إلى أن بعض الساكنة باتوا يفكرون في النزوح نحو مناطق أخرى تتوفر على شروط العيش الكريم.
من جهتها، لم تصدر بعد أي توضيحات رسمية من طرف السلطات الإقليمية بشأن هذا الملف، إلا أن مصادر محلية أفادت أن الجهات المعنية “على علم بالوضع وتتابعه”، دون تحديد سقف زمني لأي تدخل.
ويُذكر أن عدداً من الدواوير التابعة لإقليم شيشاوة، وخصوصًا الواقعة في المناطق القروية والجبلية، تعاني منذ سنوات من إشكالات في التزود بالماء الصالح للشرب، سواء بسبب ضعف البنيات التحتية أو نضوب بعض الآبار التقليدية، مما يطرح تساؤلات حول فعالية البرامج المعلنة لمحاربة العطش.
وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية لتسلط الضوء من جديد على معاناة ساكنة العالم القروي في المغرب، خاصة النساء اللواتي يتحملن عبء غياب الماء، ويقمن بأدوار مضاعفة في سبيل توفيره للبيوت.
