شيشاوة- خديجة العروسي
تحوّلت الطريق الوطنية رقم 8، الرابطة بين مدينتي مراكش وشيشاوة، إلى كابوس يومي لمستعمليها، بعدما باتت تُصنّف ضمن قائمة “الطرق القاتلة” بامتياز، في ظل الإهمال البنيوي والضغط المروري المتزايد، الذي يجعل من كل رحلة مغامرة محفوفة بالمخاطر، ويضع حياة المواطنين على كف القدر.
هذا المقطع الطرقي، الذي يُعدّ شريانًا حيويًا يربط مدينة مراكش بعدد من أقاليم وجهات الجنوب المغربي، أصبح نموذجًا صارخًا لحجم التفاوت بين الأهمية الجغرافية والاستراتيجية للطريق من جهة، وحجم الخلل التقني والبنيوي الذي تعرفه بنيته التحتية من جهة أخرى.
طريق دون فواصل.. مركبات من كل صنف وغياب تام للسلامة
في مشهد يومي يتكرر، تشترك الشاحنات الضخمة، وحافلات نقل المسافرين، والسيارات الخفيفة، والدراجات النارية، في طريق واحدة، ضيقة ومهترئة، دون وجود فاصل أو حاجز وسط الطريق، ما يجعل أي خطأ بسيط سببًا في اصطدام مروع قد يحصد الأرواح في لحظة.
ولا تكاد تمر أيام دون أن تُسجل حوادث مميتة، بعضها كان فاجعًا، أودى بحياة أسر بأكملها، وخلف مآسي إنسانية هزّت الرأي العام المحلي والوطني.
الضغط المروري والغياب التنموي
يعرف هذا المحور الحيوي ضغطًا مروريًا متزايدًا يوميًا، بسبب كثافة التنقل بين مراكش وجهات الجنوب، ناهيك عن حركة نقل البضائع والركاب التي تنشط على هذا الخط. ورغم هذا الواقع، لم تتم برمجة أي توسعة حقيقية للطريق أو تحديثات توازي مكانتها.
المواطنون والمجتمع المدني المحلي بإقليمي مراكش وشيشاوة، يرفعون منذ سنوات نداءات متكررة، لكن لا مجيب. إذ لا يزال الطريق على حاله، وكأن الأرواح المزهقة يوميًا لم تكن كافية لدق ناقوس الخطر.
إن المطلب المستعجل والعادل اليوم، كما تؤكده العديد من الفعاليات، هو تثنية الطريق وتحويلها إلى طريق مزدوج وفق معايير السلامة الوطنية، بما يضمن انسيابية السير ويقلل من عدد الحوادث، ويعكس فعليًا أهمية هذا المحور الذي لا يربط فقط بين مراكش وشيشاوة، بل يشكل قناة أساسية نحو تارودانت، أكادير، كلميم، وعمق الجنوب المغربي.
يناشد المواطنون، وزارة التجهيز والماء، وولاية جهة مراكش آسفي وجهة م اكش آسفي، والسلطات الترابية والإقليمية بشيشاوة، بالتدخل العاجل لتدارك الوضع الذي يعيشه الآلاف من مستعملي هذه الطريق كل يوم.
“الطريق لم تعد وسيلة للربط، بل أصبحت فخاً قاتلاً ينتظر ضحاياه”.. عبارة ترددت على ألسنة الكثيرين ممن سئموا انتظار تدخل قد يأتي بعد فوات الأوان.