“صيف العمران”.. عندما تتحول الموسيقى والزيطة إلى بديل للتسويق الرقمي!

“صيف العمران”.. عندما تتحول الموسيقى والزيطة إلى بديل للتسويق الرقمي!

- ‎فيإقتصاد, في الواجهة
458
0
oppo_0

هيئة التحرير

رغم كل الآمال التي عُلقت على حملة “صيف العمران” التي أطلقتها مؤسسة العمران بجهة مراكش آسفي، ورغم تجنّد الإدارة الجهوية وتسخيرها لموارد بشرية وتقنية وموسيقية، فإن الحصيلة الأولية لهذه الحملة تسير في اتجاه واحد: فشل ملحوظ في استقطاب الزبناء، سواء من داخل الوطن أو من الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

فمنذ إطلاق البرنامج، اختارت مؤسسة العمران أسلوبًا تقليديًا في الترويج، قائمًا على تنشيط الشارع أمام باب المؤسسة بالموسيقى و”الزيطة”، وكأننا أمام موسم محلي أو معرض شعبي، وليس مؤسسة عمومية من المفترض أن تواكب التحولات التكنولوجية والسلوكية للزبون المغربي في عصر الرقمنة.

ورغم الطابع الاحتفالي الظاهر، فإن المضمون لم يكن مقنعًا: عروض وُصفت بأنها “مناسبة”، لكنها لم تخرج عن النمط المعتاد، ولم تحظَ بالجرأة الكافية في التخفيضات أو التسهيلات لجذب فئة واسعة من المشترين، خصوصًا من الجالية، الذين صاروا أكثر وعيًا وخبرة في مقارنة عروض السوق، وأكثر تفاعلًا مع الحملات الرقمية لا العروض الفولكلورية.

غياب استراتيجية تواصل حديثة

اللافت في حملة “صيف العمران” هو انعدام رؤية تسويقية رقمية قوية، فلا حضور وازن على المنصات الاجتماعية، ولا حملة إعلانات موجهة، ولا حتى تفاعل رقمي مباشر مع استفسارات المواطنين أو أفراد الجالية، الذين يفضلون الاطلاع على المشاريع والامتيازات عن بُعد، عبر هواتفهم أو شاشاتهم.

ما وقع في مراكش يطرح مرة أخرى سؤالاً عريضًا حول عقلية التسيير والتواصل داخل مؤسسة العمران جهوياً: هل يمكن تسويق العقار في زمن الرقمنة بمنطق الزفة والطبال؟ وهل يعقل أن تسعى مؤسسة بحجم العمران إلى جذب استثمارات ومشترين، بينما تعتمد أساليب ترويجية لا تليق بمتطلبات السوق المعاصرة؟

و أمام هذه الحصيلة المتواضعة، والتي لم تُحقق الأهداف المرجوة، لا بد من إعادة تقييم البرنامج برمّته، ومساءلة القائمين عليه عن مدى نجاعة المقاربة التواصلية المعتمدة، وتوجيه البوصلة نحو اعتماد أدوات رقمية حديثة، تشمل منصات التواصل، الإعلانات الممولة، الجولات الافتراضية للمشاريع، وخدمة الزبناء عن بُعد.

فـ”صيف العمران” بمراكش هذا العام، قد يكون عنوانًا صاخبًا لمضمون فارغ، لكنه أيضًا جرس إنذار بضرورة تحديث أساليب التفاعل مع الزبون المغربي، الذي لم يعد ذاك الذي تغريه الزفة، بل ذاك الذي يبحث عن الجودة، الشفافية، والسهولة في المعاملة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

الطريق الوطنية رقم 8.. شريان قاتل يهدد الأرواح بين مراكش وشيشاوة

شيشاوة- خديجة العروسي تحوّلت الطريق الوطنية رقم 8،