متابعة- كلامكم
يشارك مجموعة الزملاء والزميلات للجسم الصحفي بدورة تكوينية حول ” صحافة البيانات ودورها في مكافحة الفساد ” والتي تنظمها الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها بمنطقة ضاية الرومي نواحي مدينة الخميسات لفائدة مهنيي صحافة البيانات والصحافة الاستقصائية.
وكان محمد بنعليلو رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها قد أكد يوم الاثنين الماضي بمنطقة ضاية الرومي أن مكافحة الفساد ليست شأنا حكوميا أو مؤسساتيًا داخليا فقط، بل هي قضية مجتمع بكل مكوناته وفق إحدى الخطابات السامية لجلالة الملك محمد السادس، والتي تتقاطع فيها أدوار السلطات العمومية وهيئات الحكامة والمجتمع المدني مع الإعلام المهني المسؤول بما يملكه من قوة تأثير على الرأي العام، وقدرة على تحويل قضايا الفساد إلى نقاش عمومي عميق ومنتج، لا إلى مجرد زوابع سطحية أو حملات ظرفية.
تشديد محمد بنعليلو على محاربة الهيئة للفساد عبر صحافة البيانات يأتي خلال كلمته الافتتاحية للدورة التكوينية للهيئة تنظمها بتنسيق مع أكاديمية ” أريج ” من تأطير الصحفية الأردنية والخبيرة إيثار العظم ما بين 23 و29 يونيو 2025 لفائدة الصحفيين حول موضوع ” صحافة البيانات ودورها في مكافحة الفساد”، معتبرا في نفس الوقت أن ” صحافة البيانات ” ليست مجرد جنس صحفي تقليدي، بل تحولا نوعيا في آليات التتبع والتوثيق والتحليل إلى جانب الكتابة الصحفية، وأنها منهجية اشتغال ترتكز على التحليل الإحصائي، وتقاطع المعطيات، والاستقصاء الوثائقي، بالاعتماد على قواعد بيانات مفتوحة، هدفها إعادة بناء المعلومة المجردة ضمن سردية صحفية قائمة على معطيات دقيقة، والتي تعرض في شكل قصة مدعومة بالأدلة الرقمية.
وأضاف بنعليلو أن انخراط الهيئة اليوم في الورش التكويني لمحاربة الفساد هو دليل على وعي جماعي بدور الإعلام في بناء منظومة النزاهة، وبكون الهيئة مطالبة بإنتاج المؤشرات والأرقام، فالجميع محتاج أكثر دون أدنى شك إلى وسطاء مهنيين محترفين لإبلاغ الرسائل التي تحملها تلك المؤشرات والأرقام، ونقلها إلى الرأي العام بلغة واضحة، دقيقة ومسؤولة، يؤكدا رئيس الهيئة أن ” ميثاق الشفافية ” لا يكتب فقط في تقارير الدولة والمؤسسات، بل يكتب أيضا على صفحات الصحف والمواقع الجادة، ويُبث في منصات الإعلام المسؤول، وبالتالي فالرهان على الجسم الصحفي أن يكونوا جزءا من دينامية وطنية لا تهادن الفساد، ولا تتواطأ مع الصمت، وأيضا لا تنجر وراء السطحية والإثارة، بل تسعى إلى تعزيز الثقة بين المواطن والدولة من خلال معبر للحقيقة.