طارق أعراب
اندلع مساء يوم الأربعاء، حوالي الساعة الخامسة، حريق مفاجئ في مساحة خضراء لمنتزه رأس الافعى بأسفي بمدينة أسفي، في موقع يُعد من أبرز المناطق الساحلية بالمدينة. الحريق لم يخلف لحسن الحظ أي خسائر بشرية، لكنه أعاد إلى الواجهة مشكل الإهمال البيئي الذي يطال هذا الفضاء الطبيعي المهم، خاصة في فترات الذروة الصيفية.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن أسباب الحريق تعود إلى ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى تصرفات بعض المستهترين الذين يعمدون إلى رمي نفايات خطيرة وسط الأعشاب الجافة، مثل الزجاج المكسور وعلب المشروبات الغازية المعدنية، وهي مواد تُعتبر من بين العوامل التي تُسرّع الاشتعال بفعل تركيز الحرارة.
وقد تدخلت عناصر الوقاية المدنية بشكل سريع للسيطرة على الحريق ومنع تمدده، حيث تمكنت الفرق من محاصرة ألسنة اللهب قبل أن تصل إلى مناطق مأهولة أو تغطي مساحات أكبر من الغطاء النباتي للمنتزه.
المنطقة المتضررة تقع بجانب طريق منتزه “رأس اللفعى”، الذي يُشكّل نقطة ربط بين شاطئ أسفي و كورنيش سيدي بوزيد، ويُعدّ متنفساً طبيعياً يرتاده المواطنون خلال عطلات نهاية الأسبوع والصيف، لما يوفره من مناظر خلابة وإطلالات على المدينة ومينائها.
ورغم أهميته السياحية والطبيعية، لا يزال المنتزه يعاني من غياب تام للمراقبة والنظافة والصيانة، ما يجعله عرضة للأخطار البيئية المتكررة، في وقت يتطلب فيه الأمر تدخلًا حقيقيًا من السلطات لإعادة الاعتبار لهذا الفضاء الحيوي.
