حادثة ملعب 5 جويلية تفضح هشاشة البنية التحتية وتكذب بروباغندا الإعلام الجزائري

حادثة ملعب 5 جويلية تفضح هشاشة البنية التحتية وتكذب بروباغندا الإعلام الجزائري

- ‎فيرياضة, في الواجهة
184
0

طارق أعراب

في لحظة كان يُفترض أن تكون مفعمة بالفرح والانتصار، تحوّلت احتفالات جماهير نادي مولودية الجزائر بتتويج فريقهم بلقب الدوري المحلي إلى مأساة إنسانية أدمت القلوب، حيث أسفر انهيار حاجز حديدي من المدرجات العلوية لملعب 5 جويلية عن وفاة مشجع وإصابة 11 آخرين، بعضهم في حالة حرجة، بحسب ما أفاد به جهاز الدفاع المدني الجزائري.

الواقعة، التي حدثت في أحد أكبر الملاعب الجزائرية وأشهرها، أثارت موجة من الصدمة والحزن، كما فتحت الباب أمام تساؤلات حقيقية حول مدى سلامة الملاعب الجزائرية ومدى صدق الرواية الرسمية والإعلامية التي ظلت تروّج لفكرة الجاهزية التامة لاحتضان البطولات القارية والدولية، في خضم صراع إقليمي خفي مع المغرب الذي يستعد لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 في ملاعب حديثة ومتطورة تخضع لمعايير الفيفا.

رغم التحشيد الإعلامي الجزائري المستمر حول “الجهوزية الكاملة” للبنية التحتية الرياضية، أظهرت هذه الحادثة حجم التناقض بين الخطاب الرسمي والحقيقة على الأرض. سقوط المشجعين من علو يفوق ستة أمتار بعد انهيار حاجز حديدي كان صادئا ، مباشرة عقب نهاية المباراة، يُبرز بوضوح هشاشة تدابير السلامة وانعدام الصيانة في ملاعب من المفترض أنها “مؤهلة” لاحتضان تظاهرات كبرى.

وفي منشور له عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، أعلن جهاز الدفاع المدني أنه سخر عشر سيارات إسعاف ونصب مركزاً طبياً متقدماً، وهي تحركات جاءت بعد وقوع الكارثة، لتكون بمثابة ردّ فعل على الإهمال، لا إجراءً استباقياً لحماية الجماهير.

لطالما ركّز الإعلام الجزائري في السنوات الأخيرة على تسويق “الجاهزية المطلقة” لاحتضان كبرى البطولات، بل وتكررت حملات تشويه ضمنية وصريحة ضد المغرب وملاعبه، وصلت حدّ التشكيك في قدرته على تنظيم كأس إفريقيا 2025. غير أن ما جرى في ملعب 5 جويلية يقوّض هذه الرواية الإعلامية التي تفتقر للمصداقية، ويعيد النقاش إلى حيث يجب أن يكون: إلى أرض الواقع، حيث الأرواح تُزهق نتيجة لانهيار بنى تحتية مهترئة.

في مقابل هذا الواقع، يواصل المغرب بثبات ورؤية تطوير بنيته التحتية الرياضية وفق معايير دولية صارمة، تجسدت في مشاريع ضخمة لتأهيل الملاعب القائمة وبناء أخرى جديدة استعداداً لكأس إفريقيا 2025، و ايضا تنظيم كأس العالم 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال. وهو مسار يُبنى على الشفافية، الرقابة، والمحاسبة، لا على المبالغة الإعلامية والشعارات الفارغة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

أولمبيك آسفي يعبر إلى نهائي كأس العرش ويُحيي حلم التتويج والمشاركة القارية

رشيد سرحان بلغ نادي أولمبيك آسفي نهائي كأس