المراسل/ منير سعدون
تعاني جماعة صخور الرحامنة والمناطق المجاورة لها من تدهور تنموي واضح، ينعكس في فوضى يومية وغياب تام لأبسط شروط العيش الكريم، ما يدفع الساكنة إلى الهجرة الجماعية نحو المدن الكبرى كالدّار البيضاء وسطات.
ويشكل سوق “أربعاء الصخور” الأسبوعي نموذجًا صارخًا لهذه الفوضى، حيث يُستبيح الفضاء العام من طرف الباعة المتجولين، خصوصًا أصحاب السيارات، الذين يحتلون الطريق الوطنية الرابطة بين مراكش والدار البيضاء، ما يسبب شللاً مرورياً واختناقات يومية، تتفاقم معها حدة التوتر والمشاحنات بين السائقين والمواطنين.
وتزيد الصورة قتامة داخل مركز الجماعة، حيث يحتل عدد من أصحاب المحلات التجارية ومراكز إصلاح السيارات الأرصفة وجوانب الطريق بوضع العجلات المطاطية لمنع توقف السيارات، في غياب أي تدخل من المجلس الجماعي، الذي يبدو غائبًا تمامًا عن المشهد.
ولا يقتصر التدهور على الجانب التنظيمي، بل يشمل كذلك الوضع البيئي، حيث تشهد الجماعة تراكماً للأزبال وانتشاراً مقلقاً للكلاب الضالة، في ظل غياب شبه كلي لبرامج النظافة أو صيانة المرافق العمومية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لصحة وسلامة الساكنة.
ويعاني سكان صخور الرحامنة، المنتمية إلى المنطقة الشمالية من إقليم الرحامنة، من عزلة خانقة فرضتها ظروف طبيعية صعبة أبرزها الجفاف وانقراض الصبار، إضافة إلى غياب الاستثمار، وتفشي الهدر المدرسي، وغياب أي رؤية تنموية جادة وشاملة.
كل هذه العوامل جعلت من الجماعة فضاءً طارداً، تغيب فيه أبسط شروط التنمية، وتُدفع الساكنة فيه دفعاً إلى الهجرة نحو المدن، بحثًا عن حياة أفضل وفرص عيش مفقودة في موطنهم الأصلي.
