مقاطعة لافتة من “البام” لنشاط اقتصادي بابن جرير.. مناظرة الاقتصاد الاجتماعي تتحول إلى تظاهرة “حمامية”

ابن جرير – في مشهد أثار الانتباه، غاب رؤساء الجهات التابعون لحزب الأصالة والمعاصرة عن فعاليات الدورة الخامسة للمناظرة الوطنية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، التي احتضنتها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) بمدينة ابن جرير، ما فتح الباب أمام تأويلات سياسية بشأن خلفيات هذا الغياب الجماعي.

ووفق ما كشفته مصادر مطلعة لجريدة كلامكم، فإن مقاطعة رؤساء الجهات المنتمين لحزب “البام” لهذه التظاهرة الاقتصادية لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت كرد فعل محسوب على ما اعتبروه “استحواذاً سياسياً” من طرف حزب التجمع الوطني للأحرار على المناظرة، وتحويلها إلى واجهة لإبراز هيمنة الحزب على مفاصل القرار في القطاعات الحكومية ذات الصلة بالاقتصاد التضامني.

المصادر ذاتها أكدت أن قادة “البام” سجلوا، بمرارة، الطابع الحزبي الذي أضفاه حضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش والعديد من وزرائه المنتمين لحزب “الحمامة”، في غياب توازن سياسي يمثل باقي مكونات الأغلبية الحكومية، مما أفرغ الحدث من مضمونه التشاركي وجعله يبدو وكأنه “نشاط داخلي” للتجمع الوطني للأحرار.

المناظرة التي نُظمت تحت شعار: “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والتنمية المجالية: نحو دينامية جديدة لالتقائية السياسات العمومية”، لم تنجح – حسب نفس المصادر – في كسب انخراط جميع الفرقاء السياسيين، وهو ما انعكس في تواضع الحضور الجهوي، لا سيما أن الجهات تعد شريكًا رئيسيًا في تنزيل السياسات الترابية والتنموية بالمملكة.

يُذكر أن مدينة ابن جرير، التي تحتضن مشاريع استراتيجية في البحث العلمي والاقتصاد الأخضر، كانت تأمل أن تشكل هذه المناظرة رافعة لنقاش عمومي حقيقي حول أدوار الاقتصاد التضامني في تنمية المجالات القروية وشبه الحضرية، غير أن غياب التعددية السياسية عن منصة الحدث، أضعف مخرجاته ومصداقيته، وفق متابعين.