مقاطعة لافتة من “البام” لنشاط اقتصادي بابن جرير.. مناظرة الاقتصاد الاجتماعي تتحول إلى تظاهرة “حمامية”
طارق أعراب ابن جرير – في مشهد أثار
خولة العدراوي
في خطوة أثارت استياءً واسعًا في أوساط الفاعلين المحليين بمدينة ابن جرير، احتضنت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) فعاليات الدورة الخامسة للمناظرة الوطنية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، دون إشراك الصحافة المحلية أو مكونات المجتمع المدني، رغم رمزية الحدث وأهميته في النقاش الوطني حول التنمية الترابية والالتقائية بين السياسات العمومية.
المناظرة، المنظمة تحت شعار: “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والتنمية المجالية: نحو دينامية جديدة لالتقائية السياسات العمومية”، كان من المفترض أن تكون مناسبة للتفاعل بين الباحثين وصنّاع القرار من جهة، والمجتمع المحلي الذي يحتضن هذه المنشأة العلمية من جهة أخرى. غير أن تغييب الصحافة المحلية والنسيج المدني الفاعل أثار العديد من علامات الاستفهام حول مدى التزام الجامعة بشعار الانفتاح على محيطها.
في هذا السياق، عبّر الحقوقي خالد مصباح في تصريح خاص لجريدة كلامكم عن أسفه واستغرابه من هذا الإقصاء، قائلا:
” إن حدثًا بهذا الحجم، يُعنى بالاقتصاد الاجتماعي ويهدف إلى تحقيق التقائية السياسات العمومية، يتم فيه تغييب الصحافة المحلية والمجتمع المدني الفاعل، هو أمر غير مفهوم إطلاقًا. هذا السلوك يؤكد مرة أخرى أن جامعة UM6P لا تعير أي اهتمام للمجال الترابي الذي توجد فيه، ولا لساكنته ولا لمكوناته المجتمعية.”
وأضاف مصباح:
“المؤسف أن هذه الجامعة بُنيت على أرض هذه الساكنة، التي تلقت تعويضات هزيلة، وساهم العديد من العمال والحرفيين بجهودهم في إخراجها للوجود. وكان الأمل أن تكون فال خير على المدينة وسكانها، وأن ينعكس البحث العلمي داخلها إيجابًا على محيطها، لكنها للأسف تبدو كأنها منشأة معزولة لا علاقة لها بالواقع المحلي.”
وأشار المتحدث إلى أن هذا السلوك يتناقض كليًا مع الشعارات المرفوعة بشأن انفتاح الجامعة والمساهمة في التنمية الترابية، معتبرا أن الأمر يستدعي توضيحًا دقيقًا من إدارة الجامعة بخصوص علاقتها بالمجال الترابي والمكونات الإعلامية والمدنية المحيطة بها.
وتساءل مصباح بحدة: “ما حدود علاقة هذه الجامعة بمحيطها؟ وأين تبدأ وأين تنتهي؟ وهل نحن أمام مؤسسة أكاديمية تهدف فعلاً لخدمة التنمية أم أمام فضاء مغلق لا يعترف بمن حوله؟”
جدير بالذكر أن هذا النوع من السلوك – بحسب عدد من المتتبعين – قد يُعمّق فجوة الثقة بين المؤسسات الجامعية الحديثة والمجتمعات التي تحتضنها، ويُفرغ مفاهيم “الجامعة المواطنة” و”البحث من أجل التنمية” من محتواها الحقيقي.
ويبقى الرهان اليوم، بحسب العديد من الفاعلين، هو الدفع في اتجاه بلورة سياسة تواصلية جديدة تجعل من الجامعة رافعة للتنمية المجالية الحقيقية، عبر فتح أبوابها أمام محيطها، والاستماع لصوت المجتمع المحلي، بما يضمن التماهي بين المشروع الأكاديمي والحاجيات الواقعية للساكنة.
طارق أعراب ابن جرير – في مشهد أثار