بني ملال – كلامكم
حادث مميت بإقليم اليوسفية: مصرع أربعة أشخاص في اصطدام مروّع بين شاحنة وسيارة “ترانزيت”
خولة العدراوي شهد إقليم اليوسفية صباح اليوم حادثاً
بني ملال – كلامكم
في مشهد فريد يعكس الإبداع المغربي في ربط السياسة بالفلكلور، ظهر وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، السيد يونس السكوري، وهو يحمل “البندير” ويضرب عليه بإيقاع شعبي من قلب مدينة بني ملال، وسط فرقة فلكلورية محلية.
المشهد لم يكن ليكتمل دون حضور الوزير السابق للتربية الوطنية أحمد أخشيشن، الذي لم يحمل بنديرًا، لكنه قام بالدور المكمل: التصفيق والتبسم والمواكبة الصامتة للمشهد، وكأنه يقول: “الركادة مفيدة أكثر من ميثاق التعليم!”
اللّقطة انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم المعلقون بين من اعتبر الأمر “تواصلاً شعبياً راقياً” وبين من رآه شعبوية مصحوبة بإيقاع.
السؤال الجوهري الذي لم يُطرح على الإطلاق وسط الزغاريد والعدسات:
هل وجد شباب الجهة شغلاً؟ هل فُتحت الأوراش الكبرى الموعودة؟ أم أن “ضربة البندير” صارت هي الحل البديل لبرامج الإدماج والتكوين؟
الغريب أن المشهد لم يأتِ على هامش مهرجان للفنون الشعبية، بل خلال زيارة رسمية يُفترض أن تناقش التشغيل والتكوين والمبادرات المقاولاتية، لكن يبدو أن الساحة السياسية المغربية تُفضّل أن يبدأ كل مشروع بضربة بندير بدل ضربة انطلاقة.
ومع اقتراب الانتخابات المقبلة، بدأت بعض الوجوه الحكومية تختبر “أنجع الطرق للولوج إلى قلوب الناخبين”: لا عبر الخُطب والوعود، بل من خلال الرقص والمشاركة في الوصلات الفلكلورية.
ويبدو أننا في طريقنا نحو نسخة “خفيفة الظل” من النموذج التنموي الجديد، قد تحمل عنوان:
“التنمية على إيقاع البندير: نحو مواطن سعيد… يرقص!”
فهل تتحول معايير الكفاءة الحكومية إلى القدرة على مجاراة الإيقاع الشعبي؟ وهل نشهد مستقبلاً مباريات للتوظيف تعتمد على اختبارات في “الركادة” و”أحواش”؟
في المغرب، لا شيء مستبعد.
وإذا غابت الحلول… فالبندير لا يخون!
خولة العدراوي شهد إقليم اليوسفية صباح اليوم حادثاً