الجزائر.. واقع يناقض الدعاية: جنود جزائريون في شاحنات مكشوفة

الجزائر.. واقع يناقض الدعاية: جنود جزائريون في شاحنات مكشوفة

- ‎فيبلاحدود
614
0

طارق أعراب

في مشهد يختصر التناقض الصارخ بين الخطاب الرسمي والواقع الميداني لدولة ، تداولت منصات التواصل الاجتماعي الجزائرية صوراً ومقاطع توثق ظروفاً قاسية لجنود جزائريين في منطقة تندوف الحدودية، وهم يستقلون شاحنات قديمة ومكشوفة كوسيلة وحيدة للعودة إلى مدنهم لقضاء عطلة عيد الأضحى.

الصور والفيديوهات أثارت موجة من الغضب والسخرية في الشارع الجزائري، ليس فقط بسبب بدائية وسائل النقل المستخدمة، بل لأن الواقعة تفضح هشاشة ما يُروَّج له منذ سنوات حول “تطور الجيش الجزائري” و”استعداده القتالي العالي”، بينما يعجز عن توفير الحد الأدنى من وسائل النقل الآمنة لجنوده.

فالجزائر، التي لم تتوقف طيلة العام عن بث استعراضات عسكرية مصوّرة بدقة فائقة، موهمة شعبها بامتلاك أحدث العتاد، من طائرات بدون طيار إلى صواريخ بعيدة المدى، تواجه اليوم فضيحة حقيقية على مستوى تدبيرها اللوجستي الداخلي. فكيف يُعقل أن يُترك جنود خدموا في مناطق حدودية نائية لأكثر من أسبوع دون وسائل نقل لائقة؟ وكيف يمكن لجيش يُنفق عليه بسخاء أن يُعجزه تأمين حافلات عسكرية محترمة لهؤلاء الأفراد؟

بل إن الأدهى، كما تؤكده شهادات متداولة، أن هؤلاء الجنود اضطروا للمبيت في العراء وعلى جنبات الطرق أياماً طويلة، تحت أشعة الشمس الحارقة، بانتظار شاحنات عابرة يوقفونها .

ما جرى في تندوف ليس مجرد حادث عرضي، بل مرآة عاكسة لأزمة أعمق، تُظهر كيف يُستغل الإعلام الرسمي لترويج صورة وردية زائفة يتلقاها المواطن الجزائري المغلوب من امره ، في حين أن الواقع، كما فضحته عدسة هاتف محمول، مختلف تمامًا. إنها صورة “قوة عسكرية” تتهاوى أمام سؤال بسيط: كيف يعود الجندي إلى بيته.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

الكوكب المراكشي يفتتح سوق انتقالاته الصيفي بضم المدافع أمين فرحان

رشيد سرحان تعاقد نادي الكوكب المراكشي، اليوم الجمعة