خولة العدراوي وخديجة العروسي
مأساة عيد الأضحى.. غرق ثلاثة شبان في صهريج مائي بجماعة سعادة ضواحي مراكش
حكيم شيبوب ورشيد سرحان خيّمت أجواء من الحزن
خولة العدراوي وخديجة العروسي
وسط جبال الأطلس الكبير، وعلى بعد حوالي 60 كيلومتراً فقط من مدينة مراكش، و17 كيلومتراً من مركز تحناوت، عاصمة إقليم الحوز، ترقد جماعة إمليل في صمتٍ لا يليق بما تزخر به من جمال طبيعي وسياحي نادر. هذه الجماعة الترابية التي أضحت اسماً مألوفاً في محافل السياحة الجبلية والإيكولوجية، خصوصاً بعد أن أصبحت بوابة جبل توبقال، أعلى قمة في شمال إفريقيا، ما زالت تعاني من غياب رؤية تنموية واضحة تجعل من مؤهلاتها رافعة حقيقية للتنمية المحلية.
إمليل ليست مجرد قرية جبلية عادية، بل هي نقطة جذب لآلاف السياح المغاربة والأجانب سنوياً، الباحثين عن متعة التسلق، وصفاء الطبيعة، والتعرف على الثقافة الأمازيغية الأصيلة. وتتميز هذه المنطقة بتنوع بيولوجي وجغرافي فريد، حيث تتعانق القمم الثلجية مع المدرجات الزراعية، وتنتشر الدور الطينية التقليدية على سفوح الجبال، في لوحة بصرية قل نظيرها.
ورغم هذا الغنى الطبيعي والثقافي، تعاني إمليل من إهمال واضح على عدة مستويات. فالبنية التحتية لا تواكب حجم الإقبال السياحي، حيث تشكو الطرق من هشاشتها، وتغيب المرافق الصحية والخدماتية الكافية، كما لا توجد استثمارات عمومية جادة لتعزيز البنية السياحية أو تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية التي تعيش على الفلاحة المحدودة والدخل الموسمي من السياحة.
“إمليل ليست بحاجة للإشهار، فالعالم كله يعرفها، لكن ما نحتاجه فعلاً هو تدخل الدولة ومجلس الجهة لتحسين وضع البنيات التحتية. الطريق خطيرة، والمراكز الصحية شبه منعدمة، ولا توجد خطة واضحة لتنظيم النشاط السياحي أو دعم الأسر التي تعيش منه.”
“العيش هنا صعب، خصوصاً في الشتاء. عندما تقل السياحة، لا نجد ما نأكله. لا يوجد دعم، والمشاريع قليلة. نعيش في عزلة كأننا لسنا جزءاً من هذا الوطن.”
“نعمل بوسائل بسيطة جداً، ونعوّل على شراكات مع مجلس الجهة ووزارة السياحة ووزارة الداخلية لتحريك عجلة التنمية. نحتاج لتأهيل الطرق، وإنشاء مراكز صحية، ودعم السياحة البيئية المستدامة.”
الساكنة، من جهتهم، يطالبون بتأهيل المنطقة وربطها بشبكة طرقية حديثة، وتوفير مستشفى قروي يليق بحجم الجماعة، وتشجيع الاستثمار في السياحة البيئية، ودعم الفلاحين الصغار، وربط المدارس الجبلية بشبكة تعليمية فعالة تحفظ للتلاميذ حقهم في التعلم الكريم.
إن الوضع الذي تعيشه إمليل يعكس مرة أخرى الإشكال المزمن للتنمية غير المتوازنة بالمغرب، حيث تُترك مناطق بأكملها رهينة الجغرافيا، على الرغم من غناها وطاقاتها الكامنة. فهل تتحرك الجهات الوصية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن تفقد إمليل بريقها الطبيعي تحت ثقل الإهمال والتهميش؟
حكيم شيبوب ورشيد سرحان خيّمت أجواء من الحزن