نور الدين بازين
في حوار استثنائي من سلسلة بودكاست كلامكم، خرج البرلماني المراكشي يونس بن سليمان عن صمته ليرد على ما أسماه بـ”الاتهامات المجانية والتأويلات السياسية المغرضة” التي تلاحقه في ملفين من بين أكثر الملفات حساسية في مدينة مراكش: مؤتمر المناخ “كوب 22” ومشروع المحطة الطرقية الجديدة.
وأكد بن سليمان، خلال الحوار، أنه لم يسبق له أن تهرب من المساءلة أو تهرّب من المسؤولية، مشددًا على أن تدبيره لتلك الملفات كان في إطار القانون، وبمراقبة مؤسساتية واضحة، قائلاً: “لم أكن يومًا فوق المساءلة، وأنا من الداعين إلى تخليق الحياة السياسية وربط المسؤولية بالمحاسبة.”
وفيما يتعلق بملف “كوب 22”، أوضح أن دوره كان تقنيًا ومحدودًا، وتم تحت إشراف لجنة وطنية، مضيفًا: “إذا كانت هناك اختلالات، فهناك تقارير رسمية ومؤسسات دستورية هي المخوّلة للتدقيق، وليس منطق المحاكمات الإعلامية أو التوظيف السياسوي.”
أما بخصوص المحطة الطرقية الجديدة، التي أصبحت بدورها موضع جدل وسط الرأي العام المحلي، فقد عبّر بن سليمان عن استغرابه من الاتهامات التي تلاحقه بخصوص ما يسمى بـ”تبديد المال العام”، معتبرًا أن المشروع هو ثمرة مجهود جماعي، وأنه “لا يمكن اختزال تعثرات التهيئة أو التأخير في شخص واحد أو مؤسسة معينة.”
وفي خضم هذا الترافع، لم ينس البرلماني المراكشي أن يوجه رسائل سياسية مباشرة، داعيًا إلى فتح نقاش مسؤول حول طرق تدبير الملفات الكبرى، بعيدًا عن منطق التشهير وتصفية الحسابات، معتبراً أن مدينة مراكش “تحتاج إلى جرأة في الطرح وصدق في الممارسة، لا إلى مناخ مسموم يقتل الثقة ويقبر المبادرات”.
حلقة بودكاست كلامكم مع يونس بن سليمان شكلت إذن منبرًا للدفاع والتوضيح، ولكن أيضًا مناسبة لإثارة تساؤلات حقيقية حول مستقبل الحكامة الجيدة في تدبير المشاريع الكبرى بمراكش، وحول موقع الأخلاق السياسية في المشهد المحلي.