غامبيا تجدد دعمها لمغربية الصحراء وتثمّن الموقف البريطاني: رسائل سياسية من الرباط تعكس تلاحمًا إفريقيًا متناميًا

غامبيا تجدد دعمها لمغربية الصحراء وتثمّن الموقف البريطاني: رسائل سياسية من الرباط تعكس تلاحمًا إفريقيًا متناميًا

- ‎فيسياسة, في الواجهة
544
0

رشيد سرحان

جدّدت جمهورية غامبيا، على لسان وزير خارجيتها مامادو تانغارا، تأكيدها الصريح والدائم على دعم وحدة وسيادة المملكة المغربية على كامل ترابها الوطني، بما في ذلك أقاليمها الجنوبية، مشيدةً في الوقت ذاته بالموقف البريطاني الأخير الذي اعتبر مقترح الحكم الذاتي المغربي أساسًا جادًا وواقعيًا وذا مصداقية لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده تانغارا في الرباط، عقب لقائه نظيره المغربي ناصر بوريطة، حيث أعلن أنه يحمل رسالة رسمية من رئيس جمهورية غامبيا، أداما بارو، إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، يهنئه فيها بمناسبة عيد الأضحى ويستشيره بشأن قضايا الأمة الإسلامية، في ظل رئاسة غامبيا لمنظمة التعاون الإسلامي، ورئاسة العاهل المغربي للجنة القدس التابعة لها.

الوزير الغامبي لم يكتف بالتعبير عن موقف بلاده السياسي، بل نوّه أيضًا بالدور الذي تضطلع به المملكة المغربية في الدفاع عن وحدتها الترابية، مشيرًا إلى أن المغرب “ترك بصمته” في الساحة الدبلوماسية الإفريقية والدولية. وأضاف أن القرار البريطاني المؤيد لمبادرة الحكم الذاتي يشكل “تطورًا مرحبًا به” يعزز من شرعية المقترح المغربي كحل وحيد وواقعي لهذا النزاع المستمر.

وفي دلالة على أن المواقف السياسية لم تبقَ حبرًا على ورق، ذَكّر تانغارا بأن غامبيا تُعد من أولى الدول الإفريقية التي بادرت إلى فتح قنصلية عامة بمدينة الداخلة في الصحراء المغربية، وهو ما يعكس التزامًا عمليًا وسياديًا بدعم مغربية الصحراء، وتكريسًا لنهج الانخراط الفعّال في استقرار القارة.

الزيارة جاءت كذلك تتويجًا لمسار تعاون ثنائي يشهد تطورًا متسارعًا في السنوات الأخيرة، لاسيما بعد انعقاد الدورة الثالثة للجنة المشتركة المغربية الغامبية بمدينة الداخلة في يناير من العام الماضي، والتي تمخضت عن توقيع بيان مشترك أشادت فيه غامبيا بالجهود التنموية للمغرب في إفريقيا، والتزمت خلاله الدولتان باستكشاف آفاق جديدة للتعاون في قطاعات حيوية مثل الاستثمار، والصناعة، والتجارة، والصيد البحري، والطاقات المتجددة.

بهذا الموقف، تُواصل غامبيا تثبيت حضورها في خريطة الدعم الإفريقي للمغرب، ضمن حراك دبلوماسي تتقاطع فيه الإرادة السياسية مع المصالح الاستراتيجية، ويجمع بين ثوابت السيادة وأفق التنمية، في مشهد إقليمي تتقاطع فيه الأصوات حول أولوية الاستقرار وأهمية الحلول الواقعية.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

استنفار أمني بأفورار بعد العثور على جثة ستيني

خولة العدراوي استنفرت السلطات المحلية والأمنية بجماعة أفورار،