متابعة / نورالدين بازين
مراكش – احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، يوم الجمعة 31 ماي 2025، لقاءً فكريًا مميزًا خُصص لتقديم وقراءة كتاب المهندس أحمد البياز المعنون بـ**”المغرب فلسطين: مواعيد مع التاريخ”**، في مبادرة علمية تُعيد تسليط الضوء على العلاقات المتجذرة بين المغرب وفلسطين، من خلال توثيق علمي ودقيق لتاريخ مشترك ظل راسخًا في الذاكرة العربية والإسلامية.
اللقاء نظمته الكلية في إطار انفتاحها على قضايا الأمة والرهانات التاريخية الكبرى، وسهر على تسييره الدكتور عبد الجليل هنوش، أستاذ بالكلية. وقد حضر اللقاء ثلة من الأساتذة الباحثين والطلبة المهتمين، إضافة إلى ثلة من المثقفين الذين تابعوا فقراته بكثير من الاهتمام والتفاعل.
وفي كلمته الافتتاحية، عبّر الدكتور عبد الجليل الكريفة، عميد كلية الآداب بمراكش، عن اعتزازه باحتضان هذا الحدث الثقافي الذي يستحضر جوهر العلاقة التاريخية والوجدانية بين المغرب وفلسطين، مؤكدًا أن الكلية تسعى إلى جعل القضايا العربية الراهنة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، في صلب اهتمامات البحث الأكاديمي والفكري، ومبرزًا أهمية الربط بين المعرفة التاريخية والذاكرة الجماعية في مقاومة محاولات النسيان أو التزييف.
تميز اللقاء بمداخلات علمية متنوعة قاربت الكتاب من زوايا تاريخية وأدبية ودبلوماسية، من بينها مداخلة الدكتور إدريس جبري، أستاذ بكلية الآداب بني ملال، التي وُصفت بأنها علمية ومؤثرة، حيث قارب من خلالها البعد القيمي والرمزي للعلاقة بين المغرب وفلسطين. وقد سلط جبري الضوء على مكانة القدس في الوجدان المغربي، مستشهدًا بأمثلة من التراث التاريخي المغربي والوثائق الدبلوماسية التي تظهر تفاعل المغرب، ملوكًا وشعبًا، مع تطورات القضية الفلسطينية. كما دعا إلى ضرورة تعزيز هذا الوعي عبر مشاريع ثقافية مستدامة تسهم في إعادة بناء ذاكرة الأمة على أسس معرفية رصينة.
ومن بين المتدخلين الآخرين الذين أثروا اللقاء نذكر:
-
د. عبد الوهاب الأزدي، أستاذ بكلية الآداب مراكش،
-
د. هشام فتح، أستاذ بكلية اللغة العربية مراكش،
-
د. عبد القادر حمدي، أستاذ بكلية الآداب مراكش،
وكلهم أسهموا في قراءة مضيئة للكتاب، مؤكدين أن المهندس أحمد البياز لم يكتب فقط من موقع المعاين والمهندس، بل من موقع المواطن العربي المؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، والمنخرط في الدفاع عنها عبر الذاكرة والمعمار والتوثيق.
وفي ختام اللقاء، عبّر المهندس أحمد البياز عن امتنانه لكلية الآداب بمراكش على احتضان هذا النشاط، مشيرًا إلى أن كتابه هو دعوة لقراءة التاريخ من زاوية الوفاء، والوقوف عند مواعيد مضيئة تؤكد أن الشعبين المغربي والفلسطيني كانا دومًا في خندق واحد، وإن اختلفت الجغرافيا.
اللقاء كان مناسبة للتأكيد مجددًا على أن فلسطين، في وجدان المغاربة، ليست مجرد قضية عابرة، بل مبدأ راسخ في الهوية والتاريخ والمستقبل.