كامل أبو علي يتراجع عن استقالته من رئاسة المصري: وفاء للجماهير وثقة في المستقبل

 أعلن كامل أبو علي، رئيس مجلس إدارة النادي المصري، تراجعه رسميًا عن الاستقالة التي كان قد تقدم بها قبل أيام، مرجعًا قراره إلى “حب جماهير المصري” وحرصه على استكمال المشروع الاستثماري الذي وصفه بـ”بارقة الأمل” للنادي العريق.

وجاء ذلك من خلال بيان رسمي أصدره أبو علي، أكد فيه أن استقالته كانت بدافع “الظروف الصحية البحتة”، وليس نتيجة الضغوط أو الصعوبات التي واجهها خلال ثلاث سنوات من قيادة النادي. وقال: “حرصي الدائم على إقامة المشروع الاستثماري ما هو إلا دفاع عن مستقبل القلعة الخضراء بعيدًا عن أي استفادة شخصية.”

سنوات التحديات والانطلاق من الصفر

أوضح أبو علي أن مجلس الإدارة المنتخب في 2022 وجد نفسه أمام “تَرِكة هائلة من الديون”، وغياب كامل لأي مورد مادي ثابت، باستثناء دعم محافظ بورسعيد اللواء محب حبشي، من خلال صندوق الجهاز التنفيذي للمنطقة الحرة.

وأضاف أن غياب ملعب رسمي لاستضافة مباريات الفريق اضطر النادي لتحمّل تكاليف معسكرات خارج المدينة، وسط ارتفاع غير مسبوق في أسعار انتقالات اللاعبين، ما شكّل ضغطًا هائلًا على ميزانية النادي.

وكشف أبو علي عن دراسته لإقامة مشروع استثماري ضخم يتضمن ملعبًا جديدًا للنادي، مؤكدا أن هذا المشروع سيوفر مصدر دخل مستدام يمكن أن ينقل النادي إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والتميز، لكنه عبّر عن قلقه من التباطؤ الشديد في وتيرة التنفيذ، وعدم وجود جدول زمني واضح لإنهاء أعمال الإنشاء.

رسالة وفاء لجماهير المصري

أكثر ما حرّك أبو علي للتراجع عن قراره – بحسب البيان – كان “الوفاء النبيل” الذي لمسه من جماهير المصري عقب إعلانه الاستقالة، حيث قال: “مشاعر الجماهير النبيلة ووجدانها الصادق دفعاني للاستجابة لمطلبها بالتراجع عن الاستقالة.” مضيفًا: “أنا على استعداد لبذل الغالي والنفيس لإسعاد هذه الجماهير العظيمة.”

كما توجه بالشكر إلى اللواء محب حبشي، واصفًا إياه بـ”الداعم الأول والرئيسي للقلعة الخضراء”، وكاشفًا عن اجتماع عقده في القاهرة بحضور الدكتور محمود حسين، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، وعدد من قيادات النادي، أسفر عن “نتائج مثمرة سيتم الإعلان عنها تباعًا”.

وختم أبو علي بيانه بالإشادة بجهود الفريق الأول لكرة القدم بالنادي، الذي تمكن من احتلال المركز الرابع في الدوري الممتاز، ليحجز مقعدًا في كأس الكونفيدرالية الإفريقية، معتبرًا ذلك “أقل ما يمكن أن يقدمه النادي لجماهيره العظيمة”.

قرار كامل أبو علي بالتراجع عن الاستقالة لا يمكن قراءته بمعزل عن العلاقة المتجذّرة بينه وبين جماهير المصري، والتي كثيرًا ما راهن عليها في أوقات الأزمات. لكن التحدي الأبرز يبقى في قدرة الإدارة الحالية على تحويل المشروع الاستثماري إلى واقع ملموس، وسط معوقات بيروقراطية ومادية.

يبقى الأمل معقودًا على أن تمثل المرحلة المقبلة نقطة تحول حقيقية للنادي، تُعيد له مكانته في خارطة الكرة المصرية والإفريقية، وتحقق حلم جماهيره بامتلاك ملعب يليق بتاريخ النادي وأمجاده.