التحاق هشام المهاجري وعادل البيطار بالمكتب السياسي للبام.. قراءة سياسية في دلالات العودة

التحاق هشام المهاجري وعادل البيطار بالمكتب السياسي للبام.. قراءة سياسية في دلالات العودة

- ‎فيرأي, سياسة, في الواجهة
512
0

نورالدين بازين

أعلنت فاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة، اليوم السبت 31 ماي 2025، خلال انعقاد الدورة الثلاثين للمجلس الوطني للحزب، عن التحاق البرلمانيين هشام المهاجري وعادل البيطار بالمكتب السياسي، في خطوة أثارت تفاعلات واسعة في الأوساط الحزبية والإعلامية، بالنظر إلى رمزية الشخصيتين وموقعهما ضمن المسار السياسي والتنظيمي للبام.

التحاق هشام المهاجري، النائب البرلماني عن إقليم شيشاوة، بالمكتب السياسي، يُعد تحولاً بارزًا في علاقة الحزب بأحد أعضائه الذين أثاروا نقاشًا داخليًا في فترات سابقة بسبب مواقفه المستقلة وانتقاداته الصريحة لسياسات الحكومة. واليوم، تُترجم هذه العودة في سياق جديد، يبدو أن القيادة الحزبية اختارت فيه نهج الانفتاح وإعادة ترتيب البيت الداخلي.

أما عادل البيطار، البرلماني والفاعل القانوني، فقد احتفظ بموقعه داخل الحزب دون أن يكون في الواجهة خلال المراحل السابقة، ويأتي انضمامه للمكتب السياسي كتثمين لمساره ومكانته المؤسساتية داخل البرلمان.

دلالات الرسالة وتوقيت الإعلان

توقيت هذا القرار لا يخلو من حمولة سياسية: فهو يأتي في لحظة دقيقة تعرف فيها الحكومة ضغوطًا متزايدة، ويبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة يعمل على تقوية صفوفه بقيادات ميدانية وتنظيمية قادرة على المرافعة والتأطير، سواء داخل المؤسسة التشريعية أو في العلاقة مع القواعد.

كما أن الإعلان من قلب المجلس الوطني يوجه رسالة واضحة بأن الحزب يقطع مع الاصطفافات الحادة داخل أجهزته، ويفتح الباب أمام مصالحة تنظيمية شاملة تُعيد الاعتبار للكفاءات التي راكمت تجربة سياسية وشعبية.

التحركات الأخيرة توحي بأن الأصالة والمعاصرة بصدد التحضير لاستحقاقات سياسية وتنظيمية كبرى، بدءًا من المؤتمر الوطني المقبل، وصولًا إلى الانتخابات الجماعية والتشريعية. ويبدو أن القيادة الحالية تدرك أن ذلك يتطلب بناء توازن داخلي متين، يضم مختلف التيارات والمقاربات، ويعتمد على وجوه وازنة من حيث الامتداد الانتخابي والتأثير المجتمعي.

التحاق هشام المهاجري وعادل البيطار بالمكتب السياسي ليس مجرد قرار تنظيمي، بل هو رسالة سياسية تعكس نضجًا في تدبير المرحلة داخل الحزب، وسعيًا لإعادة رسم معالم خطاب أكثر تماسكًا، يعبر عن طموحات البام في لعب أدوار محورية داخل المشهد السياسي الوطني.

تبقى الأنظار موجهة إلى ما ستسفر عنه هذه الدينامية الجديدة، وهل ستنجح القيادة في ترجمتها إلى وحدة تنظيمية فعالة وبرنامج سياسي أكثر وضوحًا واستقلالية.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

فيديو. حرمان جماهير الكوكب من حضور مباراة كأس العرش يشعل الغضب بمراكش

حكيم شييوب/ تصوير: ف. الطرومبتي وجدت جماهير فريق