نظم المعلومات الجغرافية والتوأم الرقمي: ثورة تقنية في خدمة المدن الذكية بالمغرب

مراكش، 30 ماي 2025 — في إطار ندوة دولية احتضنتها المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، بشراكة مع جامعة “ج. دانونزيو” الإيطالية، التقى خبراء ومهندسون وممثلون عن القطاعين العام والخاص لمناقشة مستقبل المدن الذكية في المغرب. وتركزت النقاشات حول اعتماد تقنيات نظم المعلومات الجغرافية (SIG) والتوائم الرقمية، كحلول مبتكرة لمواجهة التحديات العمرانية والبيئية.

مدينة بيروجيا نموذجًا

شهدت الندوة عرض تجربة مدينة بيروجيا الإيطالية، التي تبنت منصة “WiseTown” المعتمدة على بنية “FIWARE” الأوروبية المفتوحة المصدر، والتي مكّنت من دمج بيانات متعددة لتحسين التخطيط الحضري وتبسيط المساطر الإدارية وتعزيز مشاركة المواطنين. وأكدت فيليا سارتوريتي، مسؤولة المشروع، أن هذه المقاربة ساعدت في الحفاظ على التراث المعماري للمدينة، وهو ما يشكل تحديًا مشتركًا مع مدينة مراكش.

مراكش في مواجهة التحديات

تواجه مراكش، باعتبارها وجهة سياحية كبرى وموقعًا تراثيًا عالميًا، ضغوطًا عمرانية متزايدة تشمل الازدحام، تدبير النفايات، وحماية المدينة العتيقة. وتشكل نظم المعلومات الجغرافية أداة مهمة لرصد هذه الإشكاليات، في حين يتيح التوأم الرقمي محاكاة آثار المشاريع المستقبلية على النسيج الحضري، بما في ذلك الفنادق الكبرى أو الأحياء البيئية.

الوزارة والرهان على التحول الرقمي

وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة تعمل على إدماج هذه التقنيات في استراتيجيتها الوطنية، من خلال شراكات مع الفاعلين المحليين والدوليين. وشددت ماريانا ميناسكورطا، مديرة التسويق بـ WiseTown، على ضرورة توفير منصات رقمية سهلة الاستخدام لتعزيز الشفافية وإشراك المواطن في اتخاذ القرار.

نحو نموذج مغربي للمدينة الذكية

الندوة شكلت فرصة حقيقية للمغرب لتبني أفضل الممارسات الدولية مع مراعاة خصوصياته الثقافية والبيئية. ومع طموح مراكش إلى تحقيق توازن بين الحداثة وحماية التراث، تبدو نظم المعلومات الجغرافية والتوائم الرقمية أدوات أساسية لتهيئة حضرية أكثر ذكاءً واستدامة.