طارق أعراب
أسفي – على الرغم من أنه شُيّد ليشكّل إضافة نوعية للعرض الصحي بالمدينة، لا يزال مستشفى “عائشة” بمدينة آسفي يرزح تحت وطأة الإهمال، بعد أشهر من الانتهاء من بنائه وتجهيزه. المستشفى الذي كان من المفترض أن يكون متنفسًا للساكنة، أضحى اليوم مثالًا صارخًا على التناقض بين الوعود والواقع، بعدما تحوّل إلى ما يشبه “مستشفى أشباح”.
المستشفى، الذي تم إنشاؤه من طرف مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية القطرية، في إطار شراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وبتنسيق مع جهة مراكش-آسفي، تصل طاقته الاستيعابية إلى 45 سريرًا، ويضم أربع تخصصات حيوية: المستعجلات، طب الأطفال، الولادة، وقسم الجراحة. وكان الهدف من تشييده تحسين جودة الخدمات الصحية بالمنطقة، وتخفيف العبء عن المستشفى الإقليمي محمد الخامس، الذي يعاني بدوره من ضغط كبير ونقص في الموارد البشرية والتجهيزات.
ورغم ما يتوفر عليه من تجهيزات طبية حديثة وبنية تحتية متطورة، لا تزال غالبية هذه التخصصات غير مشغّلة إلى حدود اليوم، مما يطرح علامات استفهام عديدة حول أسباب التأخير، خاصة في ظل غياب أي تواصل رسمي أو زيارات معلنة لتوضيح وضعية المشروع أو تسريع وتيرة تشغيله.
ويعد مستشفى “عائشة” ثاني مؤسسة صحية بإسهام قطري يتم تدشينها بجهة مراكش-آسفي، بعد مستشفى “شريفة” بمقاطعة سيدي يوسف بن علي بمراكش، ما يعكس أهمية هذا النوع من الشراكات الدولية في دعم القطاع الصحي المغربي، لكنه يبرز في الوقت نفسه الحاجة الملحّة إلى حكامة فعالة لضمان استمرارية هذه المشاريع وجعلها في خدمة المواطن.
ويبقى الأمل معقودًا على تحرّك الجهات الوصية لتجاوز حالة الجمود، ووضع حد لهذا التناقض بين الاستثمار في البنية التحتية الطبية وغياب الإرادة أو القدرة على تشغيلها فعليًا.