فيديو. لوحات الطاقة الشمسية تثير الجدل بين أصحاب الكوتشيات بمراكش: بين الرفض والقلق من التهميش

      لا تزال المبادرات البيئية والحديثة في مدينة مراكش تصطدم أحيانًا برفض مجتمعي نابع من غياب التشاور أو الشعور بالتهميش، وهو ما ظهر جليًا في الأيام الأخيرة، بعدما أثار قرار السلطات أو جهات معينة تجربة تركيب ألواح الطاقة الشمسية على بعض عربات الكوتشي التقليدية جدلاً واسعاً بين أصحاب هذه العربات، الذين عبروا عن رفضهم القاطع للفكرة.

ففي الوقت الذي ترمي فيه الفكرة إلى إدماج الطاقة النظيفة وتحسين صورة المدينة كوجهة سياحية بيئية، يرى عدد من مهنيي الكوتشي أن القرار لم يراعِ خصوصية نشاطهم ولا واقعهم المهني، معتبرين أن تركيب الألواح الشمسية فوق العربات “يضرب الطابع التقليدي الذي يميز الكوتشي كموروث ثقافي وسياحي”.

من جهة أخرى، عبّر بعض السائقين عن مخاوفهم من أن يكون المشروع مقدمة لتحويل نشاطهم أو تقليص عدد العربات، خصوصًا وأن تركيب المعدات الشمسية قد يُربك توازن العربة أو يثقل كاهلهم بصيانة إضافية غير مدروسة.

ورغم النوايا الحسنة المعلنة، يطالب المهنيون بـفتح حوار مباشر معهم، يأخذ بعين الاعتبار واقعهم المعيشي وخصوصية مهنتهم، بدل فرض تغييرات “تجميلية” من دون ضمانات حقيقية لتحسين أوضاعهم الاجتماعية.

وفي انتظار ما ستؤول إليه التطورات، تبقى هذه القضية نموذجًا آخر لسوء التواصل بين الجهات المبادِرة وممارسي المهنة، وتفتح النقاش مجددًا حول كيفية تنزيل المشاريع البيئية في سياق مغربي تقليدي تحكمه اعتبارات اقتصادية، اجتماعية، وثقافية معقدة.