المسرحيون البيضاويون يوجهون نداءً مفتوحًا الوالي مهدية: “دعونا نصنع فنًا يليق بمدينة بحجم البيضاء”

بلهجة تعبّر عن قلق متزايد داخل الأوساط الثقافية بالعاصمة الاقتصادية، وجهت تنسيقية المسرحيين البيضاويين، التي تضم فرقًا مسرحية ونقابات مهنية، رسالة مفتوحة إلى والي جهة الدار البيضاء سطات، تطالبه فيها بالتدخل العاجل لفتح حوار جاد ومسؤول حول واقع المشهد المسرحي بالمدينة.

وحسب نص الرسالة، فإن التنسيقية سعت مرارًا إلى لقاء الوالي دون جدوى، بسبب “صعوبة المسالك الإدارية”، في وقت تشهد فيه المدينة طفرة تنموية كبرى بإشراف مباشر من أعلى السلطات، وهو ما يدفع المسرحيين للتساؤل: “هل يمكن الحديث عن تنمية حقيقية دون ازدهار الصناعة الثقافية؟”.

وأضافت التنسيقية أن المسرح ليس ترفًا، بل هو “نبض المجتمع وذاكرته الحية”، مؤكدة أن الفنانين ليسوا أرقامًا هامشية، بل قوة اقتراحية وشريك فعلي في بناء مغرب المستقبل. وقد عبّرت عن استيائها من التجاهل المتكرر من طرف المؤسسات المنتخبة المحلية، رغم بساطة المطلب المتعلق بلقاء تشاوري حول “الأعطاب” التي تعيق تطور المسرح البيضاوي.

وفي ظل استعداد الدار البيضاء لاحتضان تظاهرات كبرى ضمن مونديال 2030، حذّر المسرحيون من تفويت فرصة إبراز الوجه الثقافي والفني للمغرب، معتبرين أن التركيز فقط على البنية التحتية “إهمال للروح التي تنبض في شرايين المدينة”.

وجاء في الرسالة:
“هل يليق بمدينة بحجم الدار البيضاء، أن تكون قاطرة اقتصادية صماء بلا روح أو فن؟”، مضيفة أن المغرب في حاجة إلى “مسرح حي يشكل جسرًا للتواصل الحضاري، وسفيرًا ثقافيًا في زمن العولمة والرهانات الكبرى”.

وطالبت التنسيقية برؤية استراتيجية شاملة، تضع الثقافة والفنون في قلب السياسات التنموية، وتمنح المسرح البيضاوي ما يستحقه من دعم وتقدير، خاصة في ظل وجود طاقات إبداعية متميزة لم تجد بعد مكانها اللائق داخل المدينة.

وختمت التنسيقية رسالتها بنداء صريح:
“لا تدعوا قطار 2030 ينطلق، وأفواج المسرحيين البيضاويين ما زالت على الرصيف تلوّح بأيديها دون أن يسمعها أو ينتبه لها أحد…”.

هذا النداء يعكس صوت فئة من المثقفين والفنانين الذين اختاروا أن يواجهوا الصمت الرسمي بالكلمة، وأن يناضلوا من أجل ثقافة حيّة لا تُقصى في زمن الإنجازات الكبرى.