مصرع شاب إثر سقوط مروع من كورنيش آسفي

مصرع شاب إثر سقوط مروع من كورنيش آسفي

- ‎فيفي الواجهة, مجتمع
111
0

طارق أعراب

في حادثة مأساوية جديدة تهز مدينة آسفي، لقي شاب في ريعان شبابه اليوم الثلاثاء مساءا مصرعه بعد سقوطه المروع من كورنيش المدينة، إثر انزلاقه وارتطامه العنيف بالصخور البحرية. هذه الحادثة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة ما دامت الأسباب الحقيقية وراء هذه الكوارث تُقابل بالإهمال والصمت.

الكورنيش الذي كلف أموالاً مهمة من أجل تهيئته وتجميله، تحول اليوم إلى مصدر خطر حقيقي يهدد حياة المواطنين. مشروع ضخم، لكن دون روح، فاقد لأي لمسة جمالية حقيقية، أشبه بسطح منزل يطل على البحر، و لا يتوفر على اشارات التحذير او لوحات المنع من تجاوز السياج الحديدي، خصوصاً و أنه يوجد في مرتفع خطير جدا مطل على البحر ، و المعروف بأمواجه العاتية.

الغريب في الأمر أن الكورنيش، الذي من المفترض أن يكون فضاءً للراحة والتنفس، تحول إلى ملجأ مأساوي للعديد من الأشخاص الذين يفكرون في وضع حد لحياتهم. فقد شهدت هذه المنطقة العشرات من حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، وكانت البطالة، والظروف الاجتماعية القاسية، والمشاكل النفسية من أبرز الأسباب التي دفعت هؤلاء الضحايا إلى اتخاذ هذا القرار المؤلم.

من الضروري اليوم دق ناقوس الخطر ومطالبة الجهات المسؤولة باتخاذ تدابير عاجلة. أولها وضع سياج عازل يحمي الزوار من السقوط، وثانيها منع الولوج إلى الأماكن الخطرة، مع فرض غرامات على من يتجاوز الحدود المسموح بها. كما أن هناك حاجة ماسة لإعادة النظر في تصميم هذا الكورنيش بشكل يضمن السلامة ويعيد إليه روحه المفقودة.

كورنيش آسفي ليس فقط مرآة لفشل التخطيط، بل أيضاً مرآة لواقع اجتماعي مؤلم يحتاج إلى معالجة أعمق بكثير من مجرد الحجر والإسمنت.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

فوضى يومية أمام “مارشي ماكلين” بجامع الفنا.. إلى متى هذا المشهد العشوائي؟

خديجة العروسي/ تصوير: ف. الطرومبتي لا يكاد يمر