خديجة العروسي/ تصوير: ف. الطرومبتي
فيديو. حملة طبية بحي بنصالح بمراكش تحت شعار “الصحة للجميع”
طارق أعراب/ تصوير: ف. الطرومبتي شهد حي بنصالح
خديجة العروسي/ تصوير: ف. الطرومبتي
مراكش – من قلب الساحة التي تنبض بالحياة ليلاً ونهاراً، جلس الفنان الشعبي الناصري بوجمعة يسترجع ملامح ساحة جامع الفنا كما كانت، ويقارنها بما آلت إليه اليوم.
بصوته الذي يحمل نغمة الحكاية وتجربة السنوات، بدأ الفنان بوجمعة حديثه قائلاً: “جامع الفنا كانت مدرسة الحياة، وكان فيها اللي يْسمّع ويفهم ويتعلم. كانت عامرة بالحكايات، ماشي غير ديال الحكواتي ولكن ديال كل واحد فينا.”
منذ عقود، كانت ساحة جامع الفنا فضاءً حياً للفنون الشعبية، حيث تختلط رائحة الشواء بصفير الحواة، وقرع الطبول برنين الكمنجة، وتتصاعد أصوات الروايس وكناوة ورجال الحلقة في تناغم شعبي عفوي. الناصري بوجمعة، الذي عاش سنوات المجد الفني وسط الساحة، يروي كيف كانت الحلقة تجذب جمهوراً متنوعاً، وكيف كان الفنان يُحترم ويُمنح حقه، معترفاً بأن “الكلمة كانت عندها قيمة، والفرجة كانت حقيقية، مشي مسرحية بلا روح.”
لكن حين ننتقل إلى مشهد اليوم، لا يخفي الفنان أسفه لما آلت إليه الأوضاع: “اليوم، الساحة تبدلات. تْغَلّب الطمع على الفن، ولاّت الحلقة فيها الصوت أكثر من المعنى. بزاف ديال الشيوخ ماتوا، وبزاف ديال الشباب معارفينش الطريق.”
يشير بوجمعة إلى أن غياب التأطير والتكوين، وانعدام الحماية الاجتماعية للفنانين الشعبيين، ساهم في تراجع مستوى الفرجة بالساحة. “خاص اللي يشرف على الساحة يكون فنان، يفهم الروح ديالها، ويعرف شكون يستاهل يكون فوسطها.”
ورغم هذا، لا يزال الناصري بوجمعة متشبثاً بالأمل: “الساحة مازال فيها نْفَس. خاصنا غير نْنقّيوها من الدخيل، ونعطيوها القيمة اللي كانت عندها. جامع الفنا راه ماشي غير بلاصة ديال السياحة، راه ذاكرة شعب.”
بين الأمس واليوم، تبقى ساحة جامع الفنا مرآة لتحولات المجتمع المغربي، وتجسيداً لصراع مستمر بين الأصالة والانجراف نحو تجارية فارغة. ويبقى صوت فنانين كـ بوجمعة الناصري بمثابة صرخة نابعة من عمق التراث، تدعو إلى إنقاذ ما تبقى من فرجة شعبية صادقة.
طارق أعراب/ تصوير: ف. الطرومبتي شهد حي بنصالح