صور. عن أي سياحة وتنمية يتحدثون في مراكش؟

صور. عن أي سياحة وتنمية يتحدثون في مراكش؟

- ‎فيفي الواجهة, مجتمع
325
0

روبورتاج: نورالدين بازين

بينما تُسوَّق مراكش كوجهة عالمية للسياحة والتنمية، تعيش المدينة واقعًا مغايرًا يخجل من النظر إليه المسؤولون. مدينة البهجة أصبحت، في شقها غير المعلَن، مسرحًا للبؤس والتهميش، ومجالًا خصبًا لظواهر اجتماعية تنذر بانفجار اجتماعي صامت.

عدسة كلامكم وثّقت صورًا صادمة من قلب المدينة: مشردون يفترشون الأرصفة وينامون في العراء، أطفال ونساء يتغذّون من حاويات القمامة، وجوه أنهكها العراء والتهميش، تقف كمرآة حقيقية لواقع التنمية المزعومة.

مفارقة صادمة: سياحة فاخرة وبؤس يومي

في الوقت الذي تُضخ فيه الملايين لتأهيل الساحات والطرقات من أجل الزوار والسياح، تغيب أدنى شروط الكرامة الإنسانية لفئات واسعة من المواطنين. كيف يمكن لمدينة تُخصص لها ميزانيات ضخمة وتستضيف المؤتمرات العالمية أن تعجز عن حماية أبنائها من التشرد والتهميش؟

ليست التنمية في الأرصفة المبلّطة، ولا في الفنادق المصنفة. التنمية الحقيقية تبدأ من حماية الإنسان، من توفير المأوى والغذاء والحق في الحياة بكرامة.

واقع متناقض: المخدرات والقاصرات تحت الأضواء

الصورة تزداد قتامة حين نضيف إليها تفشي نقط بيع المخدرات في عدد من الأحياء الشعبية، أمام أعين الجميع، دون أي رادع أو تدخل حازم. هذه النقط لم تعد مجرد استثناء، بل أصبحت جزءًا من المشهد اليومي، يعتادها المارّة وكأنها أمر عادي.

أما الملاهي الليلية بمناطق النخيل و جليز وليفرناج، فقد تحولت لدى البعض إلى مراكز استغلال للقاصرين والقاصرات، حيث يتم التساهل مع دخولهم تحت أنظار حراس الأمن الخاص وربما بمباركة صامتة من الجهات الرقابية. ظواهر خطيرة تقوّض ما تبقى من صورة المدينة، وتحمل في طياتها ملامح انحراف ممنهج.

قلق حقوقي متزايد

من جهته، عبّر فاعل حقوقي بارز بمراكش، عن قلقه من “التطبيع مع مظاهر الانفلات”، مضيفًا:

“السكوت عن تفشي المخدرات واستغلال القاصرين جريمة صامتة في حق الطفولة وكرامة المواطن. هناك إمكانيات قانونية للتدخل، لكن يبدو أن الإرادة غائبة أو خاضعة لمصالح معينة”.

وشدد المتحدث على أن “مراكش لا يمكن أن تكون مدينة عالمية، بينما بعض أحيائها غارقة في الإقصاء والفوضى. التنمية لا تُقاس بعدد الفنادق، بل بمستوى العيش للمواطن البسيط”.

مراكش اليوم تقف بين واجهتين: واجهة مبهرة تُعرض على الزوار، وواقع مرّ يعيشه سكانها. وبين هاتين الصورتين، تُطرح أسئلة ثقيلة عن دور الدولة، والمجالس المنتخبة، والسلطات الأمنية.
عن أي تنمية وسياحة يتحدثون إذن؟ وأين كرامة المواطن في كل هذا؟

الجواب ليس في الخطابات، بل في الأفعال. والوقت لم يعد يسمح بالمزيد من التجميل الزائف.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

فيديو. وسط المدينة القديمة بمراكش.. الأزبال تغزو عرصة المعاش وسط صمت السلطات

خديجة العروسي/تصوير: ف. الطرومبتي تشهد منطقة عرصة المعاش،