نورالدين بازين
صور. عن أي سياحة وتنمية يتحدثون في مراكش؟
روبورتاج: نورالدين بازين بينما تُسوَّق مراكش كوجهة عالمية
نورالدين بازين
في الوقت الذي يواصل فيه المكتب الشريف للفوسفاط استغلال ثروات باطنية ضخمة من مناجم جهة مراكش آسفي، وتحديدًا بإقليمي اليوسفية وآسفي، لا يزال الإعلام الجهوي يعاني من التهميش الممنهج، في واحدة من أبرز صور غياب العدالة المجالية والإعلامية.
رغم أن المستشار البرلماني التجمعي كمال بن خالد لم يتطرّق صراحة إلى الإعلام الجهوي في تصريحاته الأخيرة حول غياب العدالة الجبائية، إلا أن كلامه سلّط الضوء على اختلالات سافرة في علاقة المكتب الشريف للفوسفاط بالجهة، ومنها تغييب الصحافة المحلية من دائرة الشراكة والدعم، في مقابل استفادة المنابر المركزية من ميزانيات التواصل والإشهار.
خلال السنوات الماضية، ضخّ المكتب الشريف للفوسفاط استثمارات كبرى بجهة مراكش آسفي، دون أن تنعكس هذه الموارد على الإعلام الجهوي، الذي يُواكب تفاصيل المشاريع والاحتجاجات المرتبطة بأنشطة المكتب بشكل يومي، دون أن يحظى حتى باعتراف معنوي أو دعم رمزي.
يقول ع. ب، مدير موقع جهوي باليوسفية:
“من غير المعقول أن نغطي مشاريع المكتب ونُقصى في المقابل من أي دعم أو شراكة. المؤسسة تعتمد ميزانيات ضخمة للإشهار، لكننا لا نرى منها شيئًا. نشعر أننا غير مرئيين، رغم أن نشاطهم قائم على أرضنا”.
وتضيف س. ر، إعلامية من آسفي:
“المكتب يتعامل مع الإعلام الوطني بعقود مريحة، في حين لا يفتح حتى باب التواصل معنا. رغم أننا نغطي قضايا الفوسفاط والبيئة والتشغيل والاحتجاجات، لا نحظى حتى باعتراف شكلي”.
أما م. د، مدير جريدة جهوية بمراكش، فيعتبر الأمر تجاوز التهميش إلى الإقصاء:
“تواصلنا مرارًا مع إدارة العلاقات العامة للمكتب، دون أي تجاوب. لا نطالب بامتيازات، بل فقط الحد الأدنى من العدالة الإعلامية”.
تجاهل الإعلام المحلي لا يمس فقط بمبدأ تكافؤ الفرص، بل يضرب في العمق فلسفة التنمية التشاركية التي تدّعيها المؤسسات الوطنية الكبرى، فبدون إعلام جهوي قوي ومستقل، لا يمكن مواكبة التحديات التنموية، ولا تقييم أثر المشاريع على الساكنة.
أمام هذا الواقع، يناشد الإعلاميون المحليون والي جهة مراكش آسفي للتدخل من أجل تصحيح الوضع، والضغط على إدارة المكتب الشريف للفوسفاط لفتح باب شراكة حقيقية مع الإعلام الجهوي، ورد الاعتبار لمنابر تنقل صوت الساكنة وتُعري أعطاب التنمية من قلب الميدان.
كما يُطالبون إدارة OCP بمراجعة سياستها الإعلامية والتواصلية، وتخصيص جزء من ميزانية الإشهار للمنابر الجهوية، تطبيقًا لمبدأ المسؤولية الاجتماعية والعدالة الترابية.
روبورتاج: نورالدين بازين بينما تُسوَّق مراكش كوجهة عالمية