فيديو. أثر المفاهيم الإعلامية على السياسة الدولية.. الزخنيني تفتح نقاشًا جريئًا من بوابة فلسطين

فيديو. أثر المفاهيم الإعلامية على السياسة الدولية.. الزخنيني تفتح نقاشًا جريئًا من بوابة فلسطين

نورالدين بازين

في مداخلة فكرية عميقة، ألقت الأستاذة مليكة الزخنيني، الباحثة في قضايا الإعلام والخطاب السياسي، كلمة مؤثرة ضمن أشغال الندوة الدولية التي احتضنتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال يومي الجمعة والسبت، حول موضوع “أثر المفاهيم الإعلامية على قاموس السياسة الدولية: القضية الفلسطينية نموذجاً”.

الزخنيني، التي عُرفت بمقاربتها التحليلية للمفاهيم اللغوية ودورها في إنتاج المعنى السياسي، ركزت في تدخلها على الكيفية التي تتحول بها اللغة الإعلامية إلى أداة لإعادة تشكيل إدراك الواقع، لا سيما في النزاعات الكبرى، حيث تصبح الكلمات سلاحاً بيد القوى الدولية.

وأكدت المتدخلة أن القضية الفلسطينية، بصفتها من أقدم القضايا المطروحة على أجندة المجتمع الدولي، تمثل نموذجاً صارخاً لكيفية تزييف المفاهيم وإعادة توجيه الخطاب الإعلامي العالمي بما يخدم مصالح سياسية معينة. ففي الوقت الذي يُستخدم فيه مصطلح “حق الدفاع عن النفس” لتبرير عنف الاحتلال الإسرائيلي، يتم تصنيف مقاومة الفلسطينيين بـ”الإرهاب”، ما يكشف ازدواجية فجة في المعايير والمفاهيم.

كما اعتبرت الزخنيني أن الإعلام لا يكتفي بنقل الوقائع، بل يعيد إنتاجها وفق خلفيات أيديولوجية ومصالح جيوسياسية، مشيرة إلى أن بعض وسائل الإعلام العالمية لعبت دوراً محورياً في تقزيم المأساة الفلسطينية، من خلال انتقاء الألفاظ وتقديم الأحداث خارج سياقها التاريخي والسياسي.

وخلصت الباحثة إلى أن الحاجة باتت ملحة لبناء وعي نقدي لدى المتلقي العربي، وتأسيس خطاب إعلامي مضاد، قادر على تفكيك الخطاب المهيمن، واسترجاع المبادرة الرمزية في معركة المصطلحات التي تشكل اليوم أحد أخطر أسلحة الحروب غير التقليدية.

مداخلة الزخنيني أعادت إلى الواجهة أسئلة عميقة حول حدود مهنية الإعلام العالمي، ودفعت الحضور إلى مساءلة الدور الذي يجب أن تضطلع به المؤسسات الأكاديمية في تفكيك هذا التواطؤ اللغوي الذي يستهدف قضايا الشعوب العادلة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

استثمارات سياحية ضخمة بدون تراخيص ولا شواهد مطابقة بأكفاي… ووزارة السياحة في سبات عميق!

حكيم شيبوب       في مشهد يختزل