بقلم: نورالدين بازين
حين صنّف الحسن الثاني رجالات الاتحاد الوطني: بوعبيد رجل دولة، وابن بركة مهيّج
بقلم: نورالدين بازين في واحدة من اللحظات الكاشفة
بقلم: نورالدين بازين
في مشهد غير مألوف شرق الجدار الأمني، استسلم ثلاثة عناصر من جبهة البوليساريو للقوات المسلحة الملكية بمنطقة كلتة زمور، في خطوة وُصفت بأنها تحمل دلالات قوية على ما يجري داخل التنظيم من تراجع وتذمر.
في حدود الساعة الثالثة من زوال الخميس 24 أبريل 2025، استقبلت وحدة من القوات المسلحة الملكية المغربية ثلاثة مقاتلين من جبهة البوليساريو، تقدموا نحو الحزام الأمني رافعين رايات الاستسلام ومصطحبين معهم عتادهم الكامل. العملية جرت في هدوء تام، ما يعكس تغيراً لافتاً في نفسية المقاتلين ومزاجهم القتالي.
و رغم أن عدد المستسلمين محدود، إلا أن الحدث لا يمكن قراءته كواقعة معزولة. بل هو مؤشر واضح على تصدعات بدأت تتسع داخل الجبهة، وعلى اهتزاز خطابها القتالي التقليدي. فاختيار وضع السلاح والانضمام للجانب المغربي يترجم تآكلاً تدريجياً في قناعة عدد من المقاتلين بجدوى الاستمرار في الصراع.
هذا التطور يتزامن مع تغيرات استراتيجية في المنطقة:
دعم دولي متزايد لمقترح الحكم الذاتي المغربي.
ارتباك داخلي في الجزائر، الحاضنة الرئيسية للجبهة.
تدهور الوضع المعيشي في مخيمات تندوف.
تفاقم الصراعات الداخلية بين أجنحة البوليساريو.
“إن ما وقع في كلتة زمور ليس حادثًا معزولًا، بل تعبير عن تحول أعمق داخل الجسم العسكري للبوليساريو. حين تبدأ العناصر المسلحة بالتخلي عن مراكزها وتستسلم بكامل عتادها، فهذا يعني أن الثقة في القيادة تراجعت، وأن الخطوط الخلفية أصبحت هشة.”
و بينما تحاول القيادة السياسية للجبهة الترويج لصورة موحدة، تكشف مثل هذه الحوادث عن هشاشة متزايدة داخل التنظيم. وقد تكون بداية لمسار تفكك أوسع، إذا ما استمر الإحباط ينهش القواعد الميدانية.
في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن المرحلة المقبلة ستعرف تحولاً في طبيعة النزاع، من مواجهة ميدانية إلى أزمة داخلية تهدد بقاء الجبهة نفسها.
بقلم: نورالدين بازين في واحدة من اللحظات الكاشفة