الأسرة ومعرض الكتاب: شراكة في غرس حب القراءة لدى الأبناء

الأسرة ومعرض الكتاب: شراكة في غرس حب القراءة لدى الأبناء

- ‎فيرأي
124
0

خديجة الحمزاوي

في زمن تتسارع فيه وتيرة التكنولوجيا وتتنافس الشاشات الذكية على انتباه الأطفال، تبرز القراءة كقيمة محورية في تنمية المدارك وتوسيع الخيال وبناء الشخصية. وهنا تتجلى أهمية الأسرة بوصفها النواة الأولى لغرس هذه العادة النبيلة، من خلال توفير بيئة تحفيزية غنية بالكتب والقصص والمجلات، وتحفيز الأبناء على الاستكشاف والقراءة في مراحل عمرية مبكرة.

ويشكل معرض الكتاب، في هذا السياق، فرصة ذهبية لتعزيز هذه الثقافة الأسرية، حيث تتحول أروقة المعرض إلى فضاء تعليمي تفاعلي، يُمكن الأطفال من الانغماس في عوالم القصص المصورة، والكتب العلمية المبسطة، والموسوعات المعرفية. إذ لا تقتصر وظيفة المعرض على البيع والاقتناء، بل تمتد لتغدو تجربة تربوية تُرسّخ حب القراءة في أذهان الناشئة.
غير أن تنظيم المعرض هذه السنة خلال فترة الدراسة بدلًا من العطلة البينية، أثار استياء عدد من الأسر، التي وجدت نفسها عاجزة عن الحضور رفقة أبنائها، مما حرم الكثير من الأطفال من التفاعل المباشر مع الفضاءات الثقافية والأنشطة الموازية. وقد عبّر عدد من الآباء والأمهات عن أملهم في إعادة النظر في توقيت التظاهرة، بما يضمن مشاركة أوسع للعائلات مستقبلاً.

ورغم ذلك، شهدت الدورة الحالية حضورًا مهمًا للأسر التي استطاعت التوفيق بين الارتباطات الدراسية وبرمجة زيارات خاصة للمعرض، حيث لوحظ إقبال الأطفال على ركن كتب الأطفال، ومشاركة الآباء في اختيار العناوين المناسبة، في مشهد يجسد وعيًا متزايدًا بدور القراءة في حياة الأبناء.

وتبقى مثل هذه الفعاليات الثقافية رافعة حقيقية لتعزيز التنشئة القرائية المبكرة، وإحدى السبل الكفيلة بتكوين جيل قارئ، واعٍ، ومؤهل لخوض تحديات المستقبل.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

هكذا تستهدف أجندة المثلية الناعمة براءة أطفالنا

برعلا زكريا في ظل عالم متسارع الخطى تتقاذفه