جامع الفنا.. صحة الأجنبي أولى من المواطن المغربي؟

جامع الفنا.. صحة الأجنبي أولى من المواطن المغربي؟

- ‎فيفي الواجهة, مجتمع
334
0

حكيم شيبوب

في مشهد بات مألوفًا ومتكرراً عند كل مناسبة دولية تحط رحالها بمدينة مراكش، تحركت السلطات المحلية وممثلو المكتب الصحي الجماعي بمقاطعة المدينة، في حملة مفاجئة استهدفت الحنطات وعربات العصير المنتشرة بساحة جامع الفنا. هذه الحملة تأتي تزامنًا مع فعاليات معرض “جيتكس إفريقيا” واستقبال وفود أجنبية رفيعة، ما يطرح تساؤلات ملحة حول خلفيات هذا التحرك الموسمي والمناسباتي.

ففي الوقت الذي تُغض فيه الأطراف المعنية الطرف عن الحالة المزرية التي تعيشها بعض هذه الفضاءات من حيث النظافة، طرق التحضير، وتدبير النفايات، تعود هذه الأجهزة لتستفيق فقط عندما يتعلق الأمر بسمعة المدينة أمام الأجانب، وكأن صحة المواطن المراكشي لا ترقى إلى نفس مستوى الاهتمام.

شهادات متفرقة من رواد الساحة ومن بعض أصحاب الحنطات والعربات تتحدث عن “تشديد رقابي” موسمي، لا يُرى في الأيام العادية، بل ويشعر المواطن وكأن الحملات لا تستهدف سوى ترميم الصورة الخارجية لمراكش، لا حماية المواطن من المخاطر الصحية المحتملة.

ويبدو أن الدافع وراء هذه الحملة، حسب ما يُستشف من توقيتها، هو الخوف من تسجيل حالات تسمم قد تطال أحد ضيوف “جيتكس”، مما قد يسيء إلى صورة المدينة ويحرج المسؤولين أمام الإعلام الدولي، لا أكثر. وهنا يُطرح السؤال الجوهري: لماذا لا تتحول هذه الحملات إلى ممارسة يومية دائمة تُعنى بصحة الجميع، مواطنين وزوارًا، بدل الاقتصار على ما يشبه “البروفات” التي تنتهي بانتهاء المناسبة؟

وللإشارة، إن الساحة، التي تُعد القلب النابض لمراكش ووجهها السياحي والتقافي، تستحق أن يُعامل روادها من المواطنين المغاربة بنفس القدر من الاحترام والرعاية الصحية التي تُمنح للأجانب. فالصحة لا يجب أن تكون رهينة للأحداث والزيارات الرسمية، بل حق مكفول لكل فرد، دون ميز أو تأجيل.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

لجنةٌ مختلطة تُقيّم أضرار فيضانات بني عياط

عبد العزيز المولوع/ أزيلال حلت مساء اليوم الجمعة