سؤال برلماني يكشف الغموض حول استمرار إغلاق ملعب الحارثي بمراكش رغم جاهزيته

وجهت النائبة البرلمانية عزيزة بوجريدة سؤالاً كتابياً إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بشأن الإجراءات الحكومية المتخذة لإعادة فتح ملعب الحارثي بمراكش، الذي لا يزال مغلقاً في وجه نادي الكوكب المراكشي وباقي الأندية المحلية، رغم انتهاء أشغال تأهيله ورصد ميزانية ضخمة لذلك.

وسلطت النائبة الضوء في سؤالها على المفارقة بين الجاهزية التقنية التي بلغت أكثر من 97% بشهادة لجنة البنيات التحتية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبين قرار صادر عن ولاية جهة مراكش-آسفي يقضي بمنع الفريق من استقبال مبارياته الرسمية على أرضية هذا الملعب بدواعٍ أمنية، مرتبطة بموقعه وسط المدينة.

واعتبرت البرلمانية أن هذا القرار وضع نادي الكوكب المراكشي، أحد أعرق الأندية الوطنية، أمام معضلة حقيقية، خاصة في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها، والتي تعيق قدرته على أداء تكاليف كراء الملعب الكبير لمراكش، التي تناهز 80 ألف درهم للمباراة الواحدة، مما يهدد بشكل مباشر مستقبل الفريق في البطولة ويضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية.

كما أثار السؤال البرلماني تساؤلات حول جدوى الاستثمار العمومي، بعد أن تم تخصيص 30 مليون درهم من ميزانية الدولة لإصلاح ملعب الحارثي، ليُغلق مباشرة بعد انتهاء الأشغال، دون استغلاله بالشكل الذي يبرر هذا الغلاف المالي.

وفي هذا السياق، طالبت النائبة الوزير بالكشف عن الإجراءات الحكومية المتخذة لإعادة النظر في قرار الإغلاق، خصوصاً في ظل الحاجة الملحة لفضاءات رياضية تحتضن مباريات الأندية المحلية، داعية إلى إيجاد حلول بديلة تُمكّن فريق الكوكب المراكشي من اللعب داخل المدينة دون إرهاق ميزانيته المحدودة.

وتأتي هذه المبادرة البرلمانية في ظل تنامي القلق الجماهيري من الغموض الذي يلف مستقبل الملعب التاريخي، والذي ارتبط لعقود باسم الكوكب المراكشي، كما أعادت فتح النقاش حول العلاقة بين المقاربة الأمنية والتدبير الرياضي للفضاءات العمومية.