نورالدين بازين
في خطة استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد التنموي بمدينة مراكش، كشفت جماعة مراكش عن برنامج عملها للفترة الممتدة من 2023 إلى 2028، والذي يتضمن ما مجموعه 423 مشروعًا باستثمارات إجمالية تقدر بـ 15.156.94 مليون درهم، موزعة على أربعة توجهات كبرى تستجيب لحاجيات المدينة الترابية والاجتماعية والاقتصادية، وتراهن على جعل مراكش مدينة عريقة، مستدامة، ذكية، ومزدهرة.
برنامج العمل تمحور حول أربعة توجهات تنموية رئيسية:
🔹 التوجه الأول: “مدينة عريقة، متكاملة، ومستشرفة للمستقبل”
يضم هذا التوجه 74 مشروعًا بتكلفة تناهز 1.297.28 مليون درهم، ويركز على تعزيز البنية الحضرية التقليدية، وصيانة الموروث التاريخي والثقافي للمدينة، مع إدماج معايير التحديث والتكنولوجيا في التخطيط العمراني.
🔹 التوجه الثاني: “مدينة مستدامة وقادرة على التكيف”
يعدّ التوجه الأضخم من حيث التمويل، بـ 97 مشروعًا تبلغ كلفتها 7.544.22 مليون درهم، ويهدف إلى تقوية البنيات التحتية، تحسين خدمات النقل والتنقل، وتطوير شبكات الماء والكهرباء والتطهير السائل، بالإضافة إلى مشاريع التكيف مع التغيرات المناخية.
🔹 التوجه الثالث: “تنمية الرأس المال البشري”
بميزانية تقدر بـ 3.259.94 مليون درهم، يشمل هذا التوجه 164 مشروعًا تروم النهوض بقطاعات التعليم، الصحة، الثقافة، الرياضة، والعدالة المجالية بين الأحياء والمقاطعات.
🔹 التوجه الرابع: “مدينة مزدهرة، متميزة، وذات اقتصاد متطور”
يرتكز هذا المحور على تعزيز الجاذبية الاقتصادية والسياحية للمدينة، بدعم من 88 مشروعًا بكلفة 3.055.80 مليون درهم، تهم خلق مناطق اقتصادية جديدة، دعم الاستثمار، وتطوير البنيات السياحية والخدماتية.
و تشير الحصيلة المرحلية لبرنامج الجماعة (سنتي 2023 و2024) إلى إنجاز أو انطلاق أشغال 286 مشروعًا من أصل 423، بكلفة مالية بلغت 6.921.01 مليون درهم، أي بنسبة إنجاز عددي بلغت %67.61، فيما لم تتجاوز نسبة التقدم المالي %45.65، وهو ما يبرز فجوة في التفعيل المالي رغم الدينامية العددية في إطلاق المشاريع.
ويُتوقع أن تكون السنوات القادمة حاسمة في مدى تحقق الأهداف المرسومة، خصوصًا مع اقتراب المدينة من استحقاقات دولية، مثل تنظيم كأس العالم 2030، التي ستفرض واقعًا جديدًا في مستوى التجهيز والتخطيط الحضري.
