نورالدين بازين
في مشهدجديد يعكس حالة التململ التي يعيشها حزب الاستقلال بمدينة مراكش، كلف عدد من مناضلي الحزب، الغاضبين من الوضع التنظيمي والسياسي داخل المدينة، القيادية الوطنية سعيدة آيت أبو علي بمهمة إيصال رسالة احتجاجية عاجلة إلى الأمين العام للحزب نزار بركة، تضمنت مطالب بضرورة التدخل لوضع حد لما وصفوه بـ”العبث التنظيمي والإقصاء الممنهج” الذي يعرفه الحزب بالمدينة الحمراء.
المناضلون الغاضبون، والذين ينتمون إلى مختلف فروع الحزب على صعيد مقاطعات المدينة، عبّروا عن استيائهم مما اعتبروه “تهميشًا للكفاءات المحلية وتغليبًا لحسابات ضيقة على المصلحة العامة للحزب بالجهة”، مشيرين إلى أن حالة الجمود التي يعرفها الحزب بمراكش تهدد بفقدان قاعدته الشعبية التاريخية، خصوصًا في ظل بروز تحالفات محلية يُنظر إليها بعين الريبة.
اختيار القيادية سعيدة آيت أبو علي، المعروفة بحضورها الميداني ووزنها داخل هياكل الحزب، لم يكن اعتباطيًا، بل جاء باعتبارها أحد الأصوات التي تحظى باحترام واسع داخل قواعد الحزب وقيادته، وهو ما يمنح الرسالة زخمًا سياسيًا أكبر ويبعث بإشارات قوية إلى قيادة الحزب حول جدية الموقف داخل مراكش.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الرسالة التي نُقلت إلى نزار بركة تضمنت أيضًا دعوة عاجلة لعقد لقاء تنظيمي خاص بمدينة مراكش، بحضور ممثلي القيادة المركزية، من أجل الوقوف على الاختلالات التنظيمية وتقييم أداء الحزب محليًا، خصوصًا مع اقتراب محطات انتخابية واستراتيجية مهمة.
ويرى متتبعون للشأن الحزبي أن ما يجري داخل حزب الاستقلال بمراكش لا يخرج عن كونه صراعًا بين تيارين؛ أحدهما يدعو إلى تجديد النخب والقطع مع مرحلة الولاءات، في حين يتمسك الطرف الآخر بالتحكم في دواليب التنظيم من خلال شبكات المصالح القديمة. وبين هذا وذاك، يجد الحزب نفسه مهددًا بفقدان تماسكه في إحدى أهم قواعده الانتخابية.
وفي انتظار تفاعل الأمين العام مع الرسالة، تتعالى الأصوات من داخل القواعد الاستقلالية لدعوة جميع الأطراف إلى تغليب منطق الحوار والمكاشفة، والعمل على إعادة بناء التنظيم الحزبي محليًا بما يعزز ثقة المناضلين ويعيد للحزب إشعاعه داخل المدينة.
