بعد مقاطعة جماهير الديربي.. ماذا يريد ولد بركان من البيضاويين؟

بعد مقاطعة جماهير الديربي.. ماذا يريد ولد بركان من البيضاويين؟

- ‎فيرأي, رياضة, في الواجهة
330
0

بقلم: نورالدين بازين

في سابقة غير معهودة، أقدمت جماهير الوداد والرجاء البيضاويين على مقاطعة مباراة الديربي التي جمعت الفريقين ضمن منافسات الدوري الاحترافي، احتجاجًا على ما وصفوه بتدخلات “مشبوهة” و”مقصودة” في تدبير الشأن الكروي، خاصة فيما يتعلق بتعيين اللجان وإدارة الأزمات، والتغييرات المتكررة على مستوى التسيير. هذه الخطوة التصعيدية فتحت بابًا واسعًا للتساؤل: هل أصبح فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فعليًا هو من يدير دفة الفريقين البيضاويين من خلف الستار؟

لطالما كانت علاقة فوزي لقجع بالفرق البيضاوية محط جدل، غير أن الأشهر الأخيرة حملت تطورات جعلت من حضوره في المشهد أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، بدا وكأن لقجع يريد إعادة رسم خريطة كرة القدم الوطنية على مقاس محدد، لا مكان فيه لارتجال القواعد الجماهيرية أو للهوية المستقلة للرجاء والوداد.

في نظر عدد من المتتبعين، فإن مقاطعة الجماهير للداربي ليست فقط رسالة احتجاج، بل إعلان صريح بأن هذه الجماهير لم تعد تقبل بـ”الوصاية الفوقية” التي تمارسها الجامعة، وتحديدًا رئيسها الذي ينحدر من مدينة بركان، ويُتهم اليوم من قبل فئة واسعة من أنصار الفريقين بمحاولة “التغلغل” في القرار البيضاوي وإفراغه من خصوصيته وتاريخه.

ولطالما شكلت الرجاء والوداد حالة استثنائية في المشهد الكروي المغربي، سواء من حيث الجماهيرية، أو الاستقلالية في اتخاذ القرار، أو حتى في نمط المعارضة والصدام مع الجهاز الجامعي. غير أن ما تشهده الأندية مؤخرًا، من انسحابات إدارات وقرارات مرتجلة، مرورًا بـ”استقالات” تبدو أكثر قربًا من الإقالة، يعطي الانطباع بأن هناك نية مبيتة لتدجين الفريقين وفرض توجه مركزي في التسيير.

ماذا يريد لقجع؟

السؤال المركزي الذي يتردد في النقاشات البيضاوية هو: ماذا يريد لقجع بالضبط من الرجاء والوداد؟ هل يسعى إلى ضمان استقرار تقني ومالي على المدى البعيد؟ أم أنه يهيئ الأرضية لإعادة توزيع القوى داخل البطولة الوطنية بشكل يخدم توجهات معينة؟

بعض التحليلات ترى أن ما يقوم به “ولد بركان” هو محاولة لوضع كل مفاتيح الكرة المغربية في يد واحدة، خاصة وأن نفوذه لم يعد يقتصر على التسيير الرياضي فقط، بل بات يشمل الملفات الكبرى من احتضان البطولات القارية إلى الترتيبات المتعلقة بتنظيم كأس العالم.

الديربي بدون جمهور هو ديربي بلا روح. ومقاطعة المدرجات ليست فقط سلوكًا احتجاجيًا، بل صيحة مدوية في وجه من يحاول اختزال الفرق في مقاولات صغيرة تُدار بريموت كنترول من الرباط. الجماهير أطلقت الإنذار، والسؤال هو: هل ستستفيق إدارة الفريقين، أم أن زمن الاستقلالية قد ولّى؟

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

 15 مليار درهم لتنمية مراكش.. برنامج عمل الجماعة يرسم معالم مدينة المستقبل

نورالدين بازين في خطة استراتيجية تهدف إلى إعادة