نورالدين بازين/ تصوير: ف. الطرومبتي
في مشهد مؤلم تزامن مع واحدة من أعظم الليالي في الشهر الفضيل، تعرضت عدة منازل بدوار باحنا الواقع بطريق لمحاميد، التابع ترابيا لمقاطعة المنارة بمراكش، للهدم فوق رؤوس ساكنيها في الساعات المتأخرة من ليلة القدر، دون سابق إنذار أو قرار رسمي واضح. -وفق تصريحات المتضررين-.
وأكدت شهادات عدد من السكان أن عملية الهدم تمت فجأة، وبدون تقديم إشعارات أو مهلة للإفراغ، حيث فوجئت الأسر بجرافات تهدم بيوتها وسط صدمة وذهول الأطفال والنساء، مخلفةً مأساة اجتماعية حقيقية في وقت كانت فيه العائلات تستعد لإحياء ليلة روحانية من ليالي رمضان.
وبررت الجهات المنفذة لعملية الهدم هذه الخطوة بكون الأرض التي شُيدت عليها هذه المنازل “ليست في ملكية أصحابها”، ما أثار استياءً واسعا وسط الساكنة التي أكدت أن أغلب الأسر تقطن هناك منذ سنوات طويلة، ولديها ما يثبت استقرارها واستغلالها للأرض بشكل سلمي ودون منازعة.
العائلات المتضررة عبّرت عن حزنها العميق لما تعرضت له في هذه الليلة المباركة، وناشدت جلالة الملك محمد السادس بالتدخل العاجل لإنصافها، وإعطاء تعليماته السامية لفتح تحقيق نزيه في ظروف وملابسات هذا الهدم، الذي وصفوه بـ”الظالم” و”غير الإنساني”، داعين إلى تمتيعهم بحقوقهم كاملة، وتوفير بدائل سكنية تحفظ كرامتهم، خصوصا أن من بينهم أطفال وشيوخ ونساء لا مأوى لهم الآن.
وتطرح هذه الواقعة تساؤلات حول مدى احترام الإجراءات القانونية المتعلقة بالهدم، وضمان كرامة المواطن حتى في حال المخالفة، في ظل ما تضمنه دولة الحق والقانون من حقوق في التبليغ والتظلم وبدائل السكن قبل تنفيذ أي قرار إداري.
