فيديو. قِيم تتغير وهوية تتشكل: ندوة وطنية ببني ملال تحلل أثر السوشيال ميديا على المجتمع المغربي

فيديو. قِيم تتغير وهوية تتشكل: ندوة وطنية ببني ملال تحلل أثر السوشيال ميديا على المجتمع المغربي

متابعة : نورالدين بازين

احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان، يوم الخميس، ندوة وطنية حول موضوع “شبكات التواصل الاجتماعي والتحولات القيمية”، من تنظيم مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية – مدى، ومسار التميز في الصحافة والإعلام.

في كلمته الافتتاحية، نوه عميد الكلية بأهمية النقاش العلمي حول الوسائط الرقمية، مشيرًا إلى أن “الجامعة تضطلع اليوم بدور أساسي في فهم التحولات المجتمعية المتسارعة الناتجة عن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي”. كما ألقى الأستاذ محمد سليماني، نيابة عن منسق ماستر التميز في الصحافة والإعلام، كلمة شدد فيها على ضرورة مساءلة المنصات الرقمية من منظور قيمي وأخلاقي.

في الجلسة الأولى التي سيرها الدكتور محمد جليد، والتي حملت عنوان “تكنولوجيا التواصل بين الحرية والاستلاب والاحتجاج”، اعتبر الأستاذ عبد العزيز أجدي من جامعة فاس أن “وسائط التواصل باتت ساحة بديلة للترافع والممانعة، لكنها في الآن نفسه تعيد إنتاج الهيمنة بطرق ناعمة”. بينما اعتبر الأستاذ سفيان الكمري أن “حرية التعبير في الفضاء الافتراضي لا تزال محكومة بثغرات قانونية تُعقد من تحقيق العدالة الرقمية”.

الإعلامية منية لمنصور سلطت الضوء على الاستخدام المغربي لمنصة فايسبوك، مبرزة أن “المنصة تحولت إلى حلبة لتقديم الذات ومراكمة الرأسمال الاجتماعي، في ظل تراجع أدوار الوسائط التقليدية”.

ومن قطر، قدمت الباحثة التونسية روضة القدري مداخلة عن بُعد حول نموذج “الإنستغرام”، معتبرة أن “منصات الصور تختزل الإنسان في صورة، لكنها تفتح أيضًا أفقًا لفهم جديد للذات الرقمية”.

الجلسة الثانية التي سيرها الدكتور محمد السليماني ركزت على محور “الهوية والنوع الاجتماعي”، حيث قدمت الأستاذة سومية العناني من جامعة محمد الخامس بالرباط مداخلة حول “تسليع العلاقات الأسرية والجندرية عبر الفضاء الرقمي”، واعتبرت أن “الفضاء الرقمي حول العلاقات الخاصة إلى محتوى يُستهلك ويُراقب، ما ينعكس على بنية الأسرة وتمثل الأدوار الجندرية”.

كما أبرز الأستاذ نافع أبو عبد الله من جامعة شعيب الدكالي في مداخلته المعنونة بـ**”شبكات التواصل وبناء الهوية الشخصية لدى المراهقين”**، أن “المراهقين في مؤسسات الرعاية الاجتماعية يلجؤون إلى هذه الوسائط لإعادة بناء ذواتهم وهوياتهم، بحثًا عن الاعتراف والاندماج”.

وقد شهدت الندوة تفاعلًا واسعًا من طرف الطلبة والباحثين، واختُتمت بمداخلات مفتوحة أكدت على ضرورة تعزيز التربية الإعلامية الرقمية، وفتح نقاش عمومي حول القيم الجديدة التي تنتجها وتعيد تشكيلها منصات التواصل.

توصيات الندوة:

في ختام الندوة الوطنية حول “شبكات التواصل الاجتماعي والتحولات القيمية”، خرج المشاركون بمجموعة من التوصيات التي تهدف إلى تعزيز الفهم النقدي للآثار الاجتماعية والثقافية لهذه الوسائط. ومن أبرز هذه التوصيات:ضرورة تعزيز التربية الإعلامية الرقمية: دعا المشاركون إلى ضرورة إدراج برامج تعليمية تهدف إلى تطوير مهارات التفكير النقدي لدى الأجيال الصاعدة، وتعليمهم كيفية التعامل مع المعلومات والتفاعلات الرقمية بطريقة مسؤولة وآمنة، إعادة النظر في التشريعات الرقمية: أكد المشاركون على أهمية تحديث التشريعات الوطنية والدولية المتعلقة بالفضاء الرقمي، خصوصًا في ما يخص حرية التعبير وحماية البيانات الشخصية، بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية الحديثة،دعم الدراسات الأكاديمية في المجال الرقمي: أوصى المشاركون بزيادة الدعم والتمويل للأبحاث الأكاديمية التي تتناول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الهويات الاجتماعية والقيم الثقافية، مع التركيز على تحولات النوع الاجتماعي والأسرة في الفضاء الافتراضي،تحفيز النقاش العام حول القيم الرقمية: اقترح المشاركون تنظيم ندوات ومؤتمرات دورية تجمع الأكاديميين والممارسين في الإعلام والاتصال لمناقشة التحولات الرقمية، ودور هذه التحولات في تشكيل القيم الاجتماعية،تعزيز الوعي حول الاستلاب الرقمي: دعا الباحثون إلى تنظيم حملات توعية تهدف إلى تحذير الأفراد من المخاطر المحتملة للاستخدام المفرط لوسائط التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بتسليع العلاقات الشخصية وتعرض الأفراد للاستلاب الرقمي وتعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات الإعلامية: شدد المشاركون على ضرورة توطيد التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والإعلامية لتعميق البحث في قضايا الهوية والتفاعل الاجتماعي في فضاء الشبكات الاجتماعية.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

نمشيو نتفرجو فالمسرح” شعار الدورة العاشرة للمهرجان الرواد الدولي للمسرح بخريبكة…

عثمان التاقي / خريبكة بمناسبة عيد العرش المجيد