متابعة: نورالدين بازين / تصوير: نوح بحدا
شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، يوم أمس الأربعاء 9 أبريل 2025، لحظة استثنائية من الحوار الإعلامي العميق، خلال ندوة علمية نظمت في إطار مسار التميز في الصحافة والإعلام، تحت عنوان: “التلفزيون المغربي وصناعة القيم”، أبدعت خلالها الصحفية والإعلامية د. مونية لمنصور في إلقاء مداخلة وُصفت بـ”المزلزِلة”، لما تضمنته من أسئلة حارقة حول العلاقة بين التلفزيون المغربي وبناء القيم في المجتمع.
الندوة، التي أدارتها بحنكة د. مليكة الزخنيني، عرفت مشاركة نخبة من الأساتذة والطلبة، وكانت منصة لتبادل الرؤى النقدية حول التأثيرات العميقة للمحتوى التلفزيوني على البنية القيمية داخل المجتمع المغربي.
الاختتام كان بكلمة مؤثرة لـد. إدريس جبري، منسق مسار التميز في الصحافة والإعلام، الذي رحّب بالدكتورة مونية لمنصور، مشيدًا بمسارها الإعلامي والفكري، ومعتبرًا حضورها “إضافة نوعية” للحقل الأكاديمي والمهني معًا.
في كلمته، وجّه د. جبري سؤالًا جوهريًا، دوّى صداه في القاعة، وجعل الجميع يتوقف أمامه متأمّلًا:
“ما هي القيم؟”
سؤال بدا بسيطًا في ظاهره، لكنه فتح أبوابًا للتفكير العميق في ماهية المفهوم الذي يتم تداوله بكثرة في الخطاب الإعلامي، دون أن يُساءَل بما يكفي.
في مداخلتها، التي وثّقتها جريدة كلامكم عبر فيديو كامل متوفر على منصتها، ألقت ذ. مونية لمنصور نظرة ناقدة على المشهد التلفزيوني المغربي، مركّزة على الانزياحات التي يعرفها الخط التحريري للعديد من القنوات العمومية، وسلطت الضوء على الدراما التلفزية بوصفها الوعاء الأخطر لصناعة الرموز ونقل القيم.
مداخلة د. محمد جليد، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب ببني ملال، جاءت بمثابة الإطار الأكاديمي النظري للندوة، حيث استعرض بأسلوب رصين مفهوم القيم في ظل التحولات الرقمية، وأوضح كيف غيّرت الرقمنة من بنيات بث القيم واستقبالها، مؤكدًا أن “المنصات الرقمية باتت تتفوق في التأثير القيمي على التلفزيون، لكنها لا تلغيه، بل تجبره على التحوّل والتكيّف”.
وتحدث جليد عن تفكيك القيمة في زمن الشبكات الاجتماعية، وعن ظاهرة “القيمة الفورية” و”القيمة المختزلة” في المواد السريعة التي تستهلك بصريًا دون وعي نقدي، داعيًا إلى إعادة تموقع الإعلام العمومي في هذا السياق الجديد، عبر تعزيز التربية الإعلامية والتثقيف البصري لدى الجمهور.
الندوة كانت أيضًا فرصة لتدخلات متميزة من أيوب الظهراوي، طالب باحث في سلك الدكتوراه، وأسماء برطالي، طالبة باحثة في سلك الماستر، والعديد من الطلبة الذين ساهموا بأسئلتهم وآرائهم في إغناء النقاش.
وقد عبّر الحضور عن حاجتهم لمزيد من هذه اللقاءات التي تربط بين النظرية الإعلامية والواقع العملي، وتفتح الباب أمام حوارات حقيقية حول الإعلام المغربي، لا سيما في زمن التحولات الاجتماعية المتسارعة.
وثيقة بصرية للتاريخ
ولمشاهدة المداخلة الكاملة للدكتورة مونية لمنصور، يمكنكم الرجوع إلى الفيديو الذي نشرته جريدة كلامكم عبر الرابط التالي:
شاهد الفيديو هنا