نورالدين بازين
في الوقت الذي كانت فيه جريدة “كلامكم” سباقة إلى تسليط الضوء على ما يجري داخل حزب الاستقلال بإقليم مراكش، كشفت مصادر مطلعة للجريدة أن الحزب يعيش على وقع تدافع حاد بين مكونات تنظيمه، لاسيما مع اقتراب موعد عقد المجلس الإقليمي، الذي يُنتظر أن يُسفر عن انتخاب كاتب إقليمي جديد خلفاً لمحمد مبتهج.
ووفقاً لذات المصادر، فإن الصراع الدائر لا يقتصر فقط على الجانب التنظيمي، بل يمتد أيضاً إلى الشق الإداري، حيث يوجد على مستوى الإقليم هيكل إداري يضم موظفين وأجراء يتقاضون أجورهم من الحزب، ويتوفرون على وسائل لوجستيكية بينها سيارة رسمية، وهو ما يثير حفيظة عدد من مناضلي الحزب الذين يعتبرون أن الإدارة ينبغي أن تظل حيادية ولا تتدخل في التوجيه أو الحسم في المسارات التنظيمية.
وطرحت ذات المصادر اسم مولاي محمد الناصيري كأحد أبرز الأسماء المرشحة لخلافة مبتهج على رأس الكتابة الإقليمية، مشيرة إلى وجود أسماء أخرى تسعى إلى التموقع في سياق يتسم بكثير من الحذر والتجاذب بين مكونات الحزب بالإقليم.
وعلى خلفية هذا الوضع، يرتقب أن يقوم وفد من مناضلي الحزب بزيارة مرتقبة إلى العاصمة الرباط للقاء الأمين العام نزار بركة، في خطوة تهدف إلى إيصال موقفهم الرافض لما يعتبرونه “اختلالات في تدبير الشأن الحزبي محلياً”، لاسيما فيما يتعلق بتداخل المهام بين الإداري والتنظيمي، وهو اللقاء الذي دُعي إليه هؤلاء المناضلون من طرف القيادة المركزية نفسها، ما يضفي عليه طابعاً خاصاً قد يحدد ملامح المرحلة المقبلة داخل الحزب بمراكش.
وفي الوقت الذي يصر فيه البعض على ضرورة احترام الفصل بين الجهاز الإداري والتنظيمي داخل الحزب، يرى آخرون أن الإدارة الحالية تفتقر إلى الإجماع، وتساهم في تعميق التوترات بدل حلها، مما ينذر بمزيد من الانقسامات إذا لم تتدخل القيادة الوطنية بحزم لرأب الصدع وضبط البوصلة التنظيمية للحزب بالإقليم.
فهل سينجح حزب الاستقلال في تجاوز هذه المرحلة الدقيقة عبر انتخاب قيادة إقليمية جديدة تحظى بالإجماع؟ أم أن الصراع بين الجهاز الإداري والتنظيمي سيستمر، ويزيد من تعقيد المشهد داخل أحد أعرق الأحزاب السياسية بالمغرب؟
عثمان التاقي / خريبكة بمناسبة عيد العرش المجيد