الهاكا تُلزم القناة الثانية المغربية ببث الأذان صوتياً: تصحيح لمسار أم رضوخ للضغط الشعبي؟

الهاكا تُلزم القناة الثانية المغربية ببث الأذان صوتياً: تصحيح لمسار أم رضوخ للضغط الشعبي؟

- ‎فيبلاحدود, في الواجهة
241
0

نورالدين بازين

في خطوة لافتة، ألزمت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) القناة الثانية المغربية “دوزيم” ببث الأذان بصيغته الصوتية، بدل الاكتفاء بإظهاره كشريط مكتوب في أسفل الشاشة كما دأبت عليه لسنوات، وهو القرار الذي أثار تفاعلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والدينية والشعبية بالمغرب.

ويأتي هذا القرار استجابة لشكاوى متعددة توصلت بها الهاكا من مشاهدين ومهتمين بالشأن الديني والإعلامي، اعتبروا فيها أن طريقة بث القناة الثانية للأذان تُخلّ بهويته الرمزية والدينية، خاصة وأنه يشكل ركناً مركزياً في حياة المسلمين، باعتباره إعلاناً رسمياً عن دخول وقت الصلاة.

ويُعد هذا التغيير تصحيحاً لمسار اتبعته القناة منذ فترة، حيث كانت تكتفي بإدراج شريط نصي للأذان، في مشهد اعتبره كثيرون تقزيماً لدور الأذان وإقصاءً لصوته من الفضاء الإعلامي العمومي. وسبق أن واجهت القناة انتقادات حادة بسبب هذه الممارسة، التي فُسرت على أنها نوع من التجاهل للتقاليد الدينية في بلد دينه الرسمي الإسلام.

وقد لقي قرار الهاكا ترحيباً واسعاً من طرف فئات كبيرة من المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره البعض “انتصاراً للهوية الدينية للمغاربة”، و”خطوة لإعادة الاعتبار لصوت الأذان داخل الإعلام العمومي الذي يُمول من أموال دافعي الضرائب”.

في المقابل، يرى متابعون أن هذا القرار يُبرز من جديد حجم التوتر بين الحداثة والتقاليد في الخط التحريري للقناة الثانية، التي طالما وُضعت في خانة “التحرر الزائد” مقارنة بباقي القنوات المغربية.

ويطرح هذا الحدث من جديد أسئلة جوهرية حول دور الإعلام العمومي في بلد مثل المغرب، تتقاطع فيه الهوية الدينية مع توجهات التحديث والانفتاح. كما يعيد إلى الواجهة دور الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري كجهاز للضبط والتقويم، ومدى قدرتها على الاستجابة لمطالب المشاهدين دون المساس بحرية الخط التحريري للمؤسسات الإعلامية.

وفي انتظار تفعيل القرار بشكل نهائي، يبقى الرهان قائماً على إيجاد توازن بين مقتضيات احترام الرموز الدينية ومتطلبات إعلام عمومي عصري ومتنوع.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

محمد مبتهيج كاتبًا إقليميًا للاتحاد العام للشغالين بمراكش بإجماع الحاضرين

خديجة العروسي انعقد مساء يوم السبت 12 أبريل