نمشيو نتفرجو فالمسرح” شعار الدورة العاشرة للمهرجان الرواد الدولي للمسرح بخريبكة…
عثمان التاقي / خريبكة بمناسبة عيد العرش المجيد
خولة العدراوي
توج الدكتور سعيد العوادي، أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب بكلية اللغة العربية بمراكش التابعة لجامعة القاضي عياض، ونائب العميد المكلف بالبحث العلمي والتعاون، بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها التاسعة عشرة، ضمن فرع الفنون والدراسات النقدية، وذلك عن مؤلفه “الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي”، الصادر عن دار إفريقيا الشرق سنة 2023.
صورة غلاف الكتاب: (يُقترح هنا إدراج صورة الغلاف بجودة عالية إلى جانب الفقرة)
يُعد هذا التتويج تتويجًا لمسار أكاديمي متميز، يجمع بين البحث البلاغي والتحليل الثقافي، حيث نجح الدكتور العوادي في مقاربة موضوع الطعام في الثقافة العربية من زاوية جديدة، تدمج بين البلاغة التقليدية والدراسات الثقافية الحديثة، مستندًا إلى تراث عربي غني، ومقاربة تفكيكية معمقة.
يقسم المؤلف كتابه إلى أربعة فصول/أطباق، تناول في أولها تمثلات الطعام في ضيافتي الدنيا والآخرة، وفي الثاني سبر أغوار العلاقة بين البلاغة والطعام، أما الثالث فينفتح على “شعرية الطعام” في القرى والمأكولات والمشروبات، بينما يتناول الفصل الأخير البُعد النثري للطعام من خلال تمثلاته في القصص والخطب والأمثال والمناظرات. وقد اعتمد العوادي على مصادر متنوعة تشمل القرآن الكريم، الحديث، المعاجم، كتب الأحلام، والسير، وغيرها.
ومن أبرز ما ورد في الكتاب:
“الطعام في الثقافة العربية ليس مجرد مادة للاستهلاك الجسدي، بل هو خطاب رمزي يعكس التصورات الجماعية عن اللذة والحرمان، وعن الكرم والتفاخر، بل وحتى عن الجنة والجحيم.”
ويؤكد المؤلف من خلال عمله أن الطعام، في الثقافة العربية، لم يكن مجرد وسيلة للعيش، بل كان حاملاً لمعانٍ اجتماعية، دينية، وجندرية، يتقاطع فيها الجسد بالرمز، والذوق بالخطاب، مما يجعل منه مفتاحًا لفهم بنية الخطاب العربي ومضمراته الثقافية.
وقد جرت مراسم تسليم الجائزة في حفل رسمي بهي أقيم بأبوظبي، على هامش فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بحضور شخصيات أدبية وثقافية بارزة من مختلف أنحاء العالم العربي، إلى جانب ممثلين عن دور النشر والمؤسسات الأكاديمية. وتم خلال الحفل تكريم الفائزين في مختلف فروع الجائزة، حيث ألقى المنظمون كلمات أكدت على أهمية الجائزة في تعزيز البحث الجاد والتفكير النقدي، وإبراز الثقافة العربية في بعدها الإنساني الكوني.
وتعد جائزة الشيخ زايد للكتاب من أرقى الجوائز الأدبية والعلمية في العالم العربي، حيث تسعى إلى تكريم الأعمال الإبداعية والبحثية الرصينة، وتشجيع الترجمة والنشر، وإبراز الثقافة العربية كطرف فاعل في حوار الحضارات.
هذا الفوز لا يمثل فقط اعترافًا بإبداع فردي، بل هو أيضًا إشادة بجودة البحث العلمي في الجامعة المغربية، وحضورها في المحافل الثقافية العربية والدولية.
عثمان التاقي / خريبكة بمناسبة عيد العرش المجيد